للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إليها من هو في مثل سنه؟! فما بالك بمن عجب منه ابن الفخار وهو الإمام في علوم العربية الذي لا مطمح بغيره في اللحاق به؟!

وقد كان الشاطبي متميزا بقوة العارضة والنبوغ، وقد خرجت خوارجه منذ أول توجهه كما يقول عن نفسه:" لم أزل منذ فتق للفهم عقلي، ووجه شطر العلم طلبي أنظر في عقلياته وشرعياته وأصوله وفروعه، لم أقتصر منه على علم دون علم، ولا أفردت من أنواعه نوعا دون آخر".

[٤ - أخلاقه:]

يوصف الشاطبي في مجمل سجاياه أنه كان يغلب عليه الزهد والورع والتمسك بالكتاب والسنة، والنفور من البدع وأهلها، كما كان متواضعا يكره التعالم والتعنت

والاعتراض والجدل.

[٥ - وفاته:]

من المتفق عليه أن وفاة الإمام أبي إسحاق كانت سنة ٧٩٠ هـ الموافقة ١٣٨٨ م. استنادا على ما قاله أحد تلامذته الذي نظم كتاب الموافقات إذ قال:

حتى غدت حياته منقضية ... في عام تسعين وسبعمائة

ودقق بعض الباحثين تاريخ وفاته بأنه يوم الثلاثاء، الثامن من شعبان، سنة ٧٩٠ هـ، الموافقة ١٣٨٨ م.

فإن كان الاختيار أن ولادته كانت في الثلاثينيات من القرن الثامن كما مر، فيكون قد عاش نحوا من ستين سنة (١).


(١) حماد العبيدي، الشاطبي ومقاصد الشريعة، ص ١٣، ١٤. وانظر: مجلة الموافقات، العدد الأول ص: ٩٥.

<<  <   >  >>