للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: «سجد وجهى للذى خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته» (١) ثم يرفع من السجود- ولم يذكر عنه صلّى الله عليه وسلم أنه كان يكبر للرفع من السجود- وهذا يسمى سجود التلاوة. ولا تشهد فيه ولا تسليم وليس فى أحاديث سجود التلاوة- فى غير الصلاة- ما يدل على اعتبار أن يكون الساجد متوضئا.

- والمختار الذى قاله الشافعى والجماهير فى بيان عدد السجدات أنها أربع عشرة سجدة مشار إليها بقول (سجدة) فى مواضعها من سورها بالمصحف وهى فى: الأعراف- الرعد- النحل- الإسراء- مريم- الحج (وفيه سجدتان) الفرقان- النمل- السجدة- النجم- الانشقاق- الأعلى- وزاد البعض عليها سجدة سورة ص، ويسبح فى سجوده بما يسبح به فى سجود الصلاة ويدعو بما شاء (٢).

* من الأوقات الفاضلة التى يستحب فيها الإكثار من قراءة القرآن: شهر رمضان، وخاصة العشر الأواخر منه. ولذلك كان السلف- رضى الله عنهم- يخصصون جزءا كبيرا من وقتهم فى رمضان لقراءة القرآن.

- حتى قال الزهرى رحمه الله: إذا دخل رمضان إنما هو قراءة القرآن، وإطعام الطعام.

- وكان الإمام مالك رحمه الله: إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث، وأقبل على قراءة القرآن من المصحف.

- وكان الشافعى رحمه الله: يختم القرآن فى كل يوم وليلة من شهر رمضان ختمتين.

فهذه المواسم قد خصها الله بمزيد من الفضل، والمثوبة على الطاعات، ولا سبيل لاغتنامها أعظم من قراءة القرآن. لما له من الفضيلة على غيره من الأذكار والأعمال.


(١) أخرجه أبو داود فى سننه (ج ٢ ص ٦٢) والحاكم فى مستدركه (ج ١ ص ٢٢٠) وصححه وغيرهما، كلهم من حديث عائشة رضى الله عنها بإسناد حسن.
(٢) زاد المعاد (ج ١ ص ٢٧٢)، نيل الأوطار (ج ٣، ص ٩٥)، فقه السنة (ج ١ ص ١٦٤).

<<  <   >  >>