للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٣ - وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ، قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ.

حاج القرآن الكريم المنافقين. ودعاهم إلى ترك الفساد، فأعلنوا أن عملهم؟؟؟ ان دعاهم إلى إيمان شبيه بإيمان الناس.

إن كانوا حقا يريدون الصلاح؟؟

آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ.

يدعوهم لأن يؤمنوا إيمانا مقرونا بالإخلاص، بعيدا عن النفاق، ويقصد بالناس هنا الغالبية العظمى من الناس. فالأوس والخزرج كان أكثرهم مسلمين، أما المنافقون

فكانوا قلة بينهم، فأطلق لفظ العموم على الأكثر. وقد تفسر كلمة (النّاس) على وجه آخر، هو أن المؤمنين هم الناس في الحقيقة، لأنهم هم الذين أعطوا الإنسانية حقها، لأن فضيلة الإنسان على سائر الحيوانات بالعقل المرشد والفكر الهادي. والدعوة الموجهة إلى المنافقين ليؤمنوا إما أن الرسول هو الذي وجهها إليهم أو المؤمنون.

قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ كان بعضهم يقول لبعض: أنؤمن كما آمن سفيه بني فلان وسفيه بني فلان! فالكبر والغرور كانا مانعين لهؤلاء من الإيمان.

والسفه هو الخفة، يقال سفهت الريح الشيء إذا حركته. وإنما قيل لبذيء اللسان سفيه لأنه خفيف لا رزانة له.

<<  <   >  >>