للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥٢ - ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

(العفو) اسم لاسقاط العقاب المستحق. فمع ارتكاب اليهود هذه الآثام عفا عنهم الله، وبعث إليهم الأنبياء بعد موسى، لعلهم يشكرون نعمة العفو، ويلزمون الطاعة.

٥٣ - وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

وهذه نعمة أخرى من نعم الله ذكّر بها بني إسرائيل، هي إنزاله على موسى الكتاب، وإيتاؤه الآيات الباهرات التي تفرق بين الحق والباطل. وقد استدل المعتزلة بهذه الآية على أن الله يريد من الناس الهدى، ولولا ذلك لما كانت هناك فائدة لنزول الكتب السماوية. فلو كان الله هو الذي يخلق الكفر في الناس ما نفعهم إنزال الكتب عليهم. ويجيب على ذلك أهل السنة بأن الله علم منذ الأزل ما يكون عليه كل إنسان، وخلقه وفقا لما كان عليه مآله في الحياة الدنيا. وربما لم تكن الآية بحاجة إلى مثل هذا التحليل الفلسفي، فهي تحكي قصة نبي أرسله الله إلى قومه، وآتاه الكتاب والآيات، لعلهم يفيدون من هذه الرسالة السماوية ومما يريهم النبي من آيات الله، فيهديهم ذلك إلى الإيمان.

(الفرقان) قيل في تفسيره إنه الآيات التي تفرق بين الحق والباطل، وهي المعجزات التي جرت على يد موسى، وقيل إنه وصف للتوراة لأنها هي التي جاءت بالشرائع التي تفرق بين الحق والباطل.

٥٤ - وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

<<  <   >  >>