للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبدّل الذين ظلموا ما أمرهم به من التوبة، والاعتراف بالذنب، بالانهماك في الشهوات، والعودة إلى العصيان.

وقد تكررت في الآية عبارة «الذين ظلموا» زيادة في تقبيح أمرهم، وإيذانا بأن إنزال الرجز عليهم إنما كان لظلمهم.

(والرّجز) هو العذاب، والدليل على ذلك قوله تعالى: وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ أي العقوبة. ويقال إن هذا الرجز كان وباء أصابهم فأمات منهم الألوف في أيام قلائل. والفسق هو الخروج من طاعة الله إلى معصيته. ويقال فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها، وهذا هو الأصل المادي للمعنى الشرعيّ. وقد عين الله نوع الظلم الذي ارتكبه هؤلاء، وذلك بأن وصفه بأنه من الفسق. والفسق لا بد أن يكون من الكبائر. فوصفهم بأنهم ظلموا لم يعين نوع الإثم الذي ارتكبوه، حتى جاء قوله تعالى:

بِما كانُوا يَفْسُقُونَ فبين أن ظلمهم كان بارتكابهم الكبائر.

٦٠ - وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ

تروي هذه الآية قصة معجزة أخرى تحققت لموسى، وكانت نعمة تفضل بها لله على قومه، فقد ظمئوا، ولم يكن هناك ماء، فالتمس موسى من الله السقيا

<<  <   >  >>