للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَيْنَ ذلِكَ بين يقتضي شيئين فأكثر، ودخوله على ذلك لأن ذلك إنما يشير إلى شيئين هما الفارض والبكر. فالعوان نصف بين الفارض والبكر. أما الإشارة بذلك إلى مؤنثين وهما الفارض والبكر، مع أن «ذلك» إنما هو للإشارة إلى الفرد المذكر فقد جاء على تأويل: بين ما تقدم ذكره، من أجل الاختصار. فكأنما الكلام:

بقرة لا فارض ولا بكر بل هي عوان بين ما تقدم أو بين ما سبق ذكره.

فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ ما تؤمرونه، بمعنى ما تؤمرون به، وذلك مثل قولك: أمرتك الخير.

٦٩ - قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ

لما عرف بنو إسرائيل حال السن شرعوا بعد ذلك في تعرف حال اللون فأجابهم الله تعالى بأنها صفراء فاقع لونها، والفقوع أشد ما يكون من الصفرة وأنصعه، يقال في التوكيد: أصفر فاقع، وأسود حالك، وأحمر قان، وأخضر ناضر. (تسر الناظرين) أي أن هذه البقرة لحسن لونها تسرّ من نظر إليها.

٧٠ - قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا، وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ

وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ قيلت في تفسير هذه العبارة وجوه:

أولها: وإنا بمشيئة الله نهتدي للبقرة المأمور بذبحها عند تحصيلنا أوصافها التي تمتاز بها عما عداها.

<<  <   >  >>