للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعدودة إذا أطلقت كان معناها القليلة. ويروى في تفسير هذه الآية عن ابن عباس ومجاهد أن الرسول قدم المدينة واليهود تزعم أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الله بكل ألف سنة يوما واحدا، ثم ينقطع العذاب. وقيل: إنهم كانوا يقولون إن العذاب يمتد أربعين يوما هي مدة عبادتهم للعجل.

ومهما يكن الأمر فإن اليهود قد أبدوا نوعا من الغرور والتبجح بادعائهم أنهم لن يعذبوا سوى أيام معدودة.

(قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده) أي قل لهم يا محمد:

أقولكم هذا عهد اتخذتموه عند الله. فهذا الاستفهام الإنكاري ينطوي على استهزاء باليهود الذين تجرءوا على الله فحددوا له فعله في الآخرة، وكأنما صلتهم به شبيهة بصلة إنسان يعقدون معه معاهدة يتفقون فيها على شروط التعامل التي يعاملهم بمقتضاها، ويتوقعون منه ألا يخلف ما عاهدهم عليه. حقا إن الله لا يخلف وعده، لكن أين هو الوعد الذي وعدهم وحدّد لهم بمقتضاه ألا تمسهم النار إلا أياما معدودة؟

أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ أم تتحدثون عن الله بالباطل جهلا منكم به، وبجزاء العمل والثواب والعقاب.

٨١ - بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ

بَلى جواب لقولهم لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً. والفرق بين بلى ونعم أن بلى جواب النفي، ونعم جواب الإيجاب. لقد رد الله على اليهود قولهم:

لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً فقال:

بَلى

<<  <   >  >>