للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعاً: النهي عن اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيدا

فأما العموم: فقال أبو داود في (سننه): حدثنا أحمد بن صالح، قال: قرأت على عبدالله بن نافع، أخبرني ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)) (١)

فمن ذلك: ما رواه أبو يعلى الموصلي في (مسنده)، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا جعفر بن إبراهيم - من ولد ذي الجناحين- حدثنا علي بن عمر، عن أبيه، عن علي بن الحسين: أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو. فنهاه، فقال: ألا أحدّثكم حديثاً سمعته عن أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم)) رواه أبو عبدالله محمد بن عبدالواحد المقدسي الحافظ، فيما اختاره من الأحاديث الجياد الزائدة على (الصحيحين)، وشرطه فيه أحسن من شرط الحاكم في (صحيحه) (٢).

وروى سعيد في (سننه)، حدثنا حبان بن علي، حدثني محمد بن عجلان، عن أبي سعيد مولى المهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا عليَّ حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني)) (٣).

وقال سعيد: حدثنا عبدالعزيز بن محمد، أخبرني سهيل بن أبي سهيل قال: رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عند القبر، فناداني، وهو في بيت فاطمة يتعشى. فقال: هلم إلى العشاء؟ فقلت لا أريده. فقال: مالي رأيتك عند القبر؟ فقلت: سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إذا دخلت المسجد فسلم. ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر، لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم)). ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء (٤).


(١) رواه أبو داود (٢٠٤٢). وسكت عنه. وصحح إسناده عبد الحق الإشبيلي في ((الأحكام الصغرى)) (٨٩٢) - كما أشار لذلك في مقدمته -، والنووي في ((الأذكار)) (١٥٤). وقال ابن تيمية في ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (٢/ ١٦٩): إسناده حسن وله شواهد. وقال ابن حجر في ((الفتوحات الربانية)) (٣/ ٣١٤): حسن. وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): صحيح.
(٢) رواه أبو يعلى (١/ ٣٦١)، والضياء المقدسي في ((الأحاديث المختارة)) (٤٢٨). قال ابن عبدالهادي المقدسي في ((الصارم المنكي)) (٢٠٦): جيد. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٤/ ٦): رواه أبو يعلى، وفيه حفص بن إبراهيم الجعفري ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً، وبقية رجاله ثقات. وقال السخاوي في ((المقاصد الحسنة)) (٣١٣)، والعجلوني في ((كشف الخفاء)) (٢/ ٣٣): حسن. وقال الألباني في ((تحذير الساجد)): وسنده مسلسل بأهل البيت رضي الله عنهم، إلا أن أحدهم وهو علي بن عمر مستور، كما قال الحافظ في ((التقريب)) (١/ ٧٠٠).
(٣) رواه سعيد بن منصور في ((سننه)) مرسلاً كما في ((اقتضاء الصراط المستقيم)) لابن تيمية (ص: ٣٢٢)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (١٣/ ٦٢).
(٤) رواه سعيد بن منصور في ((سننه)) مرسلاً كما في ((اقتضاء الصراط المستقيم)) لابن تيمية (ص: ١٠٦)، ورواه عبد الرزاق في ((المصنف)) (٣/ ٧١). قال ابن القيم في ((إغاثة اللهفان)) (١/ ٣٠١)، وابن عبدالهادي الحنبلي في ((الصارم المنكي)) (ص: ٣٢٢): مرسل. قال الألباني في ((أحكام الجنائز)) (ص٢٢٠): مرسل بإسنادٍ قوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>