للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الخامس: السمع والبصر والفؤاد]

يسأل الله العباد عن جميع ما يقولونه، ولذلك حذرهم من القول بلا علم وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء: ٣٦]، قال قتادة: لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم، فإن الله سائلك عن ذلك كله. قال ابن كثير: ومضمون ما ذكروه في الآية: أن الله نهى عن القول بغير علم، بل بالظن، الذي هو التوهم والخيال. كما قال تعالى: اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:١٢]، وفي الحديث: ((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)) (١)، وفي (سنن أبي داود): ((بئس مطية الرجل زعموا)) (٢)، وفي الحديث الآخر: ((إن أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا)) (٣) وفي (الصحيح): ((من تحلم حلماً كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين وليس بفاعل)) (٤). القيامة الكبرى لعمر بن سليمان الأشقر - ص٢٢١


(١) رواه البخاري (٥١٤٣)، ومسلم (٢٥٦٣). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) رواه أبو داود (٤٩٧٢). من حديث أبو قلابة عبدالله بن زيد الجرمي عن أبي قلابة قال: قال أبو مسعود لأبي عبدالله أو قال أبو عبدالله لأبي مسعود ثم ذكر الحديث. والحديث سكت عنه أبو داود. قال النووي في ((الأذكار)) (٤٧٠): إسناده صحيح. وقال ابن حجر في ((الإصابة)) (٤/ ١٢٦): إسناده صحيح. وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): صحيح.
(٣) رواه البخاري (٧٠٤٣).
(٤) رواه البخاري (٧٠٤٢) بلفظٍ مقاربٍ. من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>