للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب السادس عشر: المرأة لآخر أزواجها]

روى أبو علي الحراني في (تاريخ الرقة) عن ميمون بن مهران قال: خطب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أم الدرداء، فأبت أن تتزوجه، وقالت: سمعت أن أبا الدرداء يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المرأة في آخر أزواجها، أو قال: لآخر أزواجها)) (١) ورجال هذا الإسناد موثقون غير العباس بن صالح فليس له ترجمة، ورواه أبو الشيخ في (التاريخ) بإسناد صحيح مقتصراً منه على المرفوع، ورواه الطبراني في (معجمه الأوسط) بإسناد ضعيف، ولكنه بمجموع الطريقين قوي، والمرفوع منه صحيح، وله شاهدان موقوفان: الأول يرويه ابن عساكر عن عكرمة ((إن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديداً عليها، فأتت أباها، فشكت ذلك إليه، فقال: يا بنية اصبري، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح، ثم مات عنها، فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة)) (٢). ورجاله ثقات إلا أن فيه إرسالاً لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر إلا أن يكون تلقاه عن أسماء. والآخر أخرجه البيهقي في (السنن) أن حذيفة قال لزوجته: ((إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة، فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا)) (٣). فلذلك حرم الله على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينكحن من بعده، لأنهن أزواجه في الآخرة. الجنة والنار لعمر بن سليمان الأشقر - ص٢٤٥


(١) رواه أبو علي الحراني في ((تاريخ الرقة)) (٣/ ٣٩)، ورواه الطبراني في ((الأوسط)) (٣/ ٢٧٥)، وأبو الشيخ في ((طبقات المحدثين)) (١١٢٠). وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (١٢٨١): قوي بالطرق.
(٢) رواه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (٦٩/ ١٦). وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) بعد حديث (١٢٨١). ورجاله ثقات إلا أن فيه إرسالا لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر إلا أن يكون تلقاه عن أسماء بنت أبي بكر.
(٣) رواه البيهقي (٧/ ٦٩). قال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) بعد حديث (١٢٨١): ورجاله ثقات لولا عنعنة أبي إسحاق - وهو السبيعي - واختلاطه. وله شاهد مرفوع أخرجه الخطيب في ((التاريخ)) (٩/ ٣٢٨) من طريق حمزة النصيبي عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعا به. لكن حمزة هذا متروك متهم فلا يستشهد به.

<<  <  ج: ص:  >  >>