للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثاني: سعة النار وبعد قعرها]

وأما قعرها وعمقها فعن خالد بن عمير قال: ((خطب عتبة بن غزوان فقال: إنه ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاماً لا يدرك لها قعراً والله لَتُملأَن أفعجبتم.)) (١) رواه مسلم موقوفاً هكذا، وكذا خرجه الإمام أحمد موقوفاً، وخرجه أيضاً مرفوعاً. قال الحافظ: والموقوف أصح (٢).

وخرج الترمذي عن عتبة بن غزوان أنه قال على منبر البصرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي فيها سبعين وما تقض إلى قرارها)).

قال: وكان عمر رضي الله عنه يقول: (أكثروا ذكر النار, فإن حرها شديد, وإن قعرها بعيد, وإن مقامعها من حديد) (٣).

قال الترمذي: (رواه الحسن عن عتبة ولا نعرف للحسن سماعاً من عتبة بن غزوان).

وفي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فسمعنا وجبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفاً)) (٤).

وخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لو أن حجراً قذف به في نار جهنم لهوى فيها سبعين خريفاً قبل أن يبلغ قعرها)) (٥) (٦).

وأخرج ابن المبارك عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: (إن ما بين شفير جهنم مسيرة سبعين خريفاً من حجر يهوي أو صخرة تهوي عظمها كعشر عشراوات أي: نوق عشارية عظام سمان فقال له رجل تحت ذلك شيء يا أبا أمامة؟ قال: نعم غي وآثام) (٧).

قال الحافظ في التخويف (٨): (وقد روي هذا مرفوعاً بإسناد فيه ضعف وزاد فيه: ((قيل وما غي وما آثام قال: بئران يسيل فيهما صديد أهل النار وهما اللتان ذكرهما الله في كتابه فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [مريم: ٥٩] وفي الفرقان يَلْقَ أَثَامًا [الفرقان: ٦٨].)) (٩).

قال الحافظ: (والموقوف أصح) (١٠).

وأخرج الإمام أحمد عن عبد الله عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من حكم يحكم بين الناس إلا حبس يوم القيامة وملك آخذ بقفاه حتى يقفه على شفير جهنم, ثم يرفع رأسه إلى الله عز وجل فإذا قال: ألقه، ألقاه في مهوي أربعين خريفاً)) (١١).


(١) رواه مسلم (٢٩٦٧) موقوفاً.
(٢) ((التخويف من النار)) لابن رجب (ص: ٧٢).
(٣) رواه الترمذي (٢٥٧٥) وقال: لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان وإنما قدم عتبة بن غزوان البصرة في زمن عمر وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).
(٤) رواه مسلم (٢٨٤٤).
(٥) رواه ابن حبان (١٦/ ٥٠٩) (٢٥٧٥). وقال الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (٢١٦٥): رجاله ثقات.
(٦) ((التخويف من النار)) (ص: ٧٢ - ٧٣).
(٧) رواه ابن المبارك في ((الزهد)) (٣٠٢).
(٨) ((التخويف من النار)) لابن رجب (ص: ٧٤).
(٩) رواه الطبراني (٨/ ١٧٥) (٧٧٤٧)، المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٤/ ٢٥٥). وقال: [روي] موقوفا على أبي أمامة، وهو أصح.
(١٠) ((التخويف من النار)) لابن رجب (ص: ٧٤).
(١١) رواه أحمد (١/ ٤٣٠) (٤٠٩٧). قال الشوكاني في ((نيل الأوطار)) (٩/ ١٦٢): في إسناده مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه جماعة، وحسن إسناده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (٦/ ٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>