للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفرع السادس: فضل العباس بن عبد المطلب]

عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون) (١).

عن أبي هريرة قال: ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله، وأما خالد فإنكم تظلمون خالداً قد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله، وأما العباس فهي علي ومثلها معها ثم قال يا عمر! أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه)) (٢).

قال أخبرني كثير بن عباس بن عبد المطلب عن أبيه العباس قال: ((شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلزمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء – وربما قال معمر بيضاء – قال العباس: فأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكفها وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين)) (٣).

عن عبد المطلب بن ربيعة قال: دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدث فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودر عرق بين عينيه ثم قال: ((والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي)) (٤). الصحيح المسند من فضائل الصحابة – مصطفى بن العدوي – ص: ٤٤٣


(١) رواه البخاري (١٠١٠).
(٢) رواه البخاري (١٤٦٨)، ومسلم (٩٨٣).
(٣) رواه مسلم (١٧٧٥).
(٤) رواه أحمد (١/ ٢٠٧) (١٧٧٧)، والبزار في ((البحر الزخار)) (٦/ ١٣١)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (٢٦/ ٣٠٢). قال ابن تيمية في ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (١/ ٤٢٨): له شواهد، وقال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (٣/ ٢١٠): إسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>