للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الخامس: استعمالات لفظي الخلافة والإمامة]

ومن الملاحظ أن لفظ (الإمامة) يغلب استعماله عادة عند أهل السنة في مباحثهم العقدية والفقهية، بينما الغالب استعمالهم لفظ (الخلافة) في كتاباتهم التاريخية، ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن هذه المباحث - خاصة العقدية - قد كتبت للرد على المبتدعة في هذا الباب كالشيعة والخوارج.

فالشيعة يستخدمون لفظ الإمامة دون الخلافة، ويعتبرونها إحدى أركان الإيمان عندهم، ويفرقون بين الإمامة والخلافة، فهم يعتبرون الإمامة رئاسة دين، والخلافة رئاسة دولة (١)، ويريدون من ذلك إثبات أن عليًا رضي الله تعالى عنه كان إمامًا زمن خلافة الثلاثة الذين سبقوه. وفي ذلك فصل للدين عن الدولة. وهذا لا يقره الإسلام.

وممن ذهب إلى التفريق بينهما أيضًا الرافضة الباطنية (٢)، وبعض المعتزلة (٣).

وأرجع بعض الكتاب المعاصرين سبب استعمال لفظ (الإمامة) عند أهل السنة إلى تأثر أهل السنة بالشيعة (٤).

ويرى بعضهم أن هذه التسمية من اختراعات الشيعة (٥) وهذا غير صحيح لاستعمال المسلمين هذا اللفظ قبل انشقاق الشيعة عن الجماعة، ولوروده في بعض الآيات والأحاديث كما سبق، ولاستعمال الصحابة رضوان الله عليهم له. الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة لعبدالله بن عمر الدميجي – ص: ٣٦


(١) [١٢٨٩٧])) انظر: ((الإمامة)) لمحمد حسين آل ياسين (ص: ١٩)، و ((نظرية الإمامة لدى الشيعة الإثنى عشرية)) د. أحمد محمود صبحي (ص: ٢٤).
(٢) [١٢٨٩٨])) انظر: ((الإمامة وقائم القيامة)) د. مصطفى غالب (ص: ١٩).
(٣) [١٢٨٩٩])) ((المغني في أبواب التوحيد والعدل)) (٢/ ١٢٩).
(٤) [١٢٩٠٠])) ((نظرة الإمامة لدى الشيعة الإثنى عشرية)) (ص: ٢٣) د. أحمد محمود صبحي.
(٥) [١٢٩٠١])) ((المجتمع الإسلامي وأصول الحكم)) د. محمد الصادق عفيفي (ص: ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>