للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- الديان]

يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه الدَيَّان الذي يجازي عباده بعملهم، وهو اسم له ثابتٌ بالسنة.

الدليل:

حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الناس يوم القيامة أو قال العباد عراة غرلاً بُهْمَاً قال قلنا وما بهما قال ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من قرب أنا الملك أنا الدَيَّان ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه)) (١).

وممن أثبت هذا الاسم لله عَزَّ وجَلَّ الإمام ابن القيم في قصيدته النونية المشهورة المسماة (الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية) (٢) في أكثر من موضع من ذلك قوله:

جَهْمُ بنُ صَفْوَانٍ وشِيِعَتِهِ الأُلَى ... جَحَدُوا صِفَاِت الخَاِلقِ الدَيَّان

وفي (مختار الصحاح): وقوله تعالى أَئِنَّا لَمَدِينُونَ [الصافات:٥٣] أي: لمجزيون محاسبون ومنه الدَيَّان في صفة الله تعالى.

وفي (لسان العرب): الدَيَّان من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ معناه: الحكم القاضي وسئل بعض السلف عن علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: كان ديان هذه الأمة بعد نبيها أي قاضيها وحاكمها، والدَيَّان: القهار وهو فعال من دان الناس أي قهرهم على الطاعة يقال دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا. صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص١٣٨


(١) رواه البخاري معلقاً بصيغة التمريض بعد حديث (٧٤٨٠) كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: ولا تنفع الشفاعة ... ، ورواه موصولاً أحمد (٣/ ٤٩٥) (١٦٠٨٥)، وابن أبي عاصم (٥١٤)، والطبراني في ((الأوسط)) (٨/ ٢٦٥)، والحاكم (٢/ ٤٧٥). وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في ((التلخيص)): صحيح. وقال ابن القيم في ((الصواعق المرسلة)) (ص٤٨٩): هذا حديث حسن جليل. وقال الهيتمي المكي في ((الزواجر)) (٢/ ٢٤٣): إسناده صحيح. وقال العراقي في ((المغني)) (٤/ ٢٣٣): رواه أحمد بإسناد حسن. وقال ابن ناصر الدمشقي في ((حديث جابر)) (٣٤): حسن. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١/ ١٣٣): رواه أحمد والطبراني في ((الكبير)) وعبد الله بن محمد: ضعيف. وقال في (١٠/ ٣٤٥ - ٣٤٦): رواه أحمد ورجاله وثقوا ورواه الطبراني في ((الأوسط)) بنحوه إلا أنه قال بمصر. وقال الألباني في ((ظلال الجنة)) (٥١٤): صحيح. وانظر كلام ابن حجر في ((تغليق التعليق)) (٥/ ٣٥٥) ففيه حظ.
(٢) ((القصيدة النونية)) (١/ ٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>