للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعنى: اختلف الرواة عن ورش فيما حالت فيه الألف بين الطاء واللام، وبين الصاد واللام، وقد حالت الألف بين الطاء واللام في: أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ بطه، حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ بالأنبياء، فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ بالحديد.

وحالت الألف بين الصاد واللام في فِصالًا بالبقرة، يُصْلِحا بالنساء؛ فروى بعض الرواة عن ورش تغليظها، وروى بعضهم ترقيقها، وعلى التفخيم جمهور أهل الأداء، ورجحه في النشر، وكذلك اختلف الرواة عنه في اللام المتطرفة المفتوحة الواقعة بعد أحد الأحرف الثلاثة إذا وقف عليها، وذلك في أَنْ يُوصَلَ* في البقرة والرعد، فَلَمَّا فَصَلَ بالبقرة، وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ بالأنعام، وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ بالأعراف، ظَلَّ وَجْهُهُ* بالنحل والزخرف، وَفَصْلَ الْخِطابِ بص، فروى له في كل الوجهان، والتغليظ أرجح.

وكذلك اختلف عن ورش في اللامات الواقعة بعد الصاد وبعدها ألف منقلبة عن الياء إذا لم تكن

الألف رأس آية. وقد وردت في مُصَلًّى في: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى بالبقرة، حال الوقف على مُصَلًّى، يَصْلاها مَذْمُوماً بالإسراء، وَيَصْلى سَعِيراً بالانشقاق، يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى بالأعلى، عند الوقف على يَصْلى *، تَصْلى ناراً حامِيَةً بالغاشية، لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى بالليل، سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ. فأخذ له بعض أهل الأداء بتغليظ هذه اللامات وبعضهم بترقيقها، وقد سبق في باب الفتح والإمالة أن لورش الفتح والتقليل في ذوات الياء. ولا شك أن التغليظ والتقليل لا يتأتى اجتماعهما في القراءة لتنافرهما، وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل الأداء، فحينئذ يتعين مع التغليظ الفتح ومع الترقيق التقليل، فيكون لورش في كل كلمة من الكلمات المذكورة وجهان: التغليظ مع الفتح، والترقيق مع التقليل والأول أرجح.

وقولنا: إذا لم تكن الألف رأس آية؛ احتراز عما إذا كانت الألف التى بعد اللام رأس آية، وعلم في باب الفتح والإمالة أن ورشا ليس له في رءوس الآي إلا التقليل، فإن كانت الألف رأس آية؛ فإنه يتعين ترقيق اللام مع التقليل، وهذا معنى قوله: (وعند رءوس الآي ترقيقها اعتلى).

وقد ذكرت هذه الألفات في كلمة صَلَّى* في ثلاثة مواضع: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى بالقيامة، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بالأعلى، أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى بالعلق.

<<  <   >  >>