للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدّا أصليّا بمقدار حركتين، ولا يصح أن يجعل مدها من قبيل مد البدل؛ نظرا لعروض حرف المد بسبب الإبدال. هذا وقد منع العلماء وجه الإبدال لورش عند الوقف على أَأَنْتَ*، أَرَأَيْتَ*.

وأوجبوا التسهيل وعللوا منع الإبدال بأنه يترتب عليه اجتماع ثلاث سواكن متوالية ليس فيها مدغم كصواف، وقالوا: إن مثل ذلك غير موجود في كلام العرب، ونقل بعضهم عن الإمام الداني جواز الوقف بالإبدال على أَرَأَيْتَ* فحسب. قالوا: وإذا وقفت بالإبدال على أَرَأَيْتَ* تبعا للداني وجب عليك توسيط الياء؛ لأن اللين يضعف فيه الطول .. انتهى.

فتعين لباقي القراء تحقيق الهمزة الثانية سواء كانت مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة.

١٨٥ - وحقّقها في فصّلت صحبةء اع ... جمىّ والأولى أسقطنّ لتسهلا

المعنى: أخبر أن كلمةءَ أَعْجَمِيٌّ في سورة فصلت حقق همزتها الثانية (صحبة)

وهم شعبة وحمزة والكسائي فقرءوا بهمزتين محققتين، وقرأ هشام بإسقاط همزتها الأولى وتحقيق الثانية، فتكون قراءة الباقين بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين.

١٨٦ - وهمزة أذهبتم في الاحقاف شفّعت ... بأخرى كما دامت وصالا موصّلا

١٨٧ - وفي نون أن كان شفّع حمزة ... وشعبة أيضا والدّمشقي مسهّلا

١٨٨ - وفي آل عمران عن ابن كثيرهم ... يشفّع أن يؤتى إلى ما تسهّلا

المعنى: أخبر أن همزة أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ في سورة الأحقاف (شفعت) أي: قرنت بزيادة همزة أخرى قبلها فصارت بسبب زيادة هذه الهمزة شفعا أي: زوجا، وذلك للمرموز لهما بالكاف والدال وهما: ابن عامر، وابن كثير، وكل واحد منهما على أصله، فابن كثير يسهل الثانية من غير إدخال، وابن ذكوان يحققها من غير إدخال، وهشام له فيها التسهيل والتحقيق، وكل منهما مع الإدخال. وقرأ الباقون بهمزة واحدة محققة وقوله: وصالا موصلا. أي منقولا يوصله بعض القراء إلى بعض. ثم أخبر أن حمزة، وشعبة، وابن عامر الدمشقي قرءوا بتشفيع همزة أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ، في سورة ن وَالْقَلَمِ أي بزيادة همزة أخرى قبلها مع تسهيل الهمزة الثانية للدمشقي، فتكون قراءة حمزة وشعبة بتحقيق الهمزتين من غير مد بينهما، وقراءة ابن ذكوان بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بلا إدخال، وقراءة هشام بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية مع الإدخال، فتعين للباقين القراءة بهمزة واحدة ثم بين أن همزة أَنْ يُؤْتى * في قوله تعالى في آل عمران: أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ تقرأ بالتشفيع، وقد عرفت معناه لابن كثير وهو على أصله من تحقيق الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال، وقرأ الباقون بهمزة واحدة والتقييد بآل عمران لإخراج أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً بالمدثر فهو بهمزة واحدة للجميع، وقوله: (إلى ما تسهلا) متعلق بمحذوف حال من لفظ (أن) أي: حال كونه مضموما إلى ما تسهل عنده من الهمزات.

١٨٩ - وطه وفي الأعراف والشّعرا بها ... ء آمنتم للكلّ ثالثا أبدلا

١٩٠ - وحقّق ثان صحبة ولقنبل ... بإسقاطه الأولى بطه تقبّلا

١٩١ - وفي كلّها حفص وأبدل قنبل ... في الاعراف منها الواو والملك موصلا

وقعت كلمة آمَنْتُمْ* في ثلاث سور، الأعراف، طه، الشعراء، وأصل هذه الكلمة آمَنْتُمْ*، بثلاث همزات: الأولى والثانية مفتوحتان، والثالثة ساكنة وقد أمر الناظم بإبدال الثالثة حرف مد من جنس حركة ما قبلها فتبدل ألفا، وهذا الحكم لجميع القراء كما هو مقتضى الإطلاق، ثم أخبر بأن (صحبة) وهم: شعبة، والكسائي، وحمزة حققوا الهمزة الثانية في المواضع الثلاثة، فتكون قراءة

<<  <   >  >>