للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - أبو عمرو البصري]

:- اسمه ونسبه: هو الإمام الكبير والعلم الشهير، في علم القراءات واللغة العربية زبّان بن العلاء ابن العريان بن عبد الله التميمي المازني البصري أبو عمرو أحد القراء السبعة (١).

مولده وشيوخه: ولد بمكة سنة ثمان وستين للهجرة، وبدأ يطلب العلم يافعا، فقرأ بمكة والمدينة والكوفة والبصرة، ولقي كثيرا من العلماء والشيوخ، وحظي بالسماع من بعض الصحابة كأنس بن مالك رضي الله عنه، وقرأ على الحسن البصري، وحميد بن قيس الأعرج، وأبي العالية الرياحي، وسعيد بن جبير، وشيبة بن نصاح، وعاصم بن أبي النجود، وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وابن كثير المكي وغيرهم (٢).

بلغ اهتمامه بالعلم درجة كبيرة فأخذ عن عدد وافر من العلماء «وكانت كتبه ودفاتره ملء بيت إلى السقف» (٣) وكان كثير المطالعة والبحث والتدقيق في مسائل العلوم، لا سيما القراءات والعربية والشعر وأيام العرب، يدل على ذلك ما رواه ابن الجزري قال: «مرّ الحسن بأبي عمرو وحلقته متوافرة والناس عكوف عليه فقال: لا إله إلا الله، لقد كادت العلماء أن يكونوا أربابا، كل عزّ لم يوطد بعلم فإلى ذل يؤول» (٤).

وكان يقرئ الناس القرآن في مسجد البصرة (٥)، وكان إذا دخل شهر رمضان لم يتمّ فيه بيت شعر (٦) وذلك لانشغاله بالعلم والقراءة والإقراء، وتعظيمه شهر رمضان.

- ثناء العلماء عليه: أثنى عليه العلماء كثيرا وذكروا من فضائله وطيب خصاله ما يشهد له بالمقام الرفيع، فمن ذلك قول أبي عبيدة:


(١) ياقوت الحموي، معجم الأدباء (١١: ١٥٦).
(٢) ابن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء (١: ٢٨٨).
(٣) محمد بن شاكر الكتبي، فوات الوفيات (٢: ٢٩).
(٤) ابن الجزري، النشر في القراءات العشر (١: ١٣٤) دار الفكر.
(٥) محمد بن الحسن الزبيدي الأندلسي، طبقات النحويين واللغويين ص ٣٥.
(٦) ابن الجزري، غاية النهاية، مرجع سابق (١: ٢٩١).

<<  <   >  >>