للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نصب يوم بقوله: ولا ناصر، وليس بوقف إن نصب بقادر، والضمير في رَجْعِهِ راجع للإنسان، أي: على بعثه بعد موته. أو راجع للمنيّ، أي:

رجعه إلى الإحليل، أو إلى الصلب، لكن رجوعه للإنسان أولى، وجعل يَوْمَ معمولا لقوله: لقادر. يظهر في ذلك تخصيص القدرة بذلك اليوم وحده. قاله أبو البقاء. قال ابن عطية بعد أن حكى أوجها عن النحاة: وكل هذه الفرق فرّت من أن يكون العامل في يوم لقادر، ثم قال: وإذا تؤمل المعنى وما يقتضيه فصيح كلام العرب جاز أن يكون العامل في يوم: لقادر، لأنه إذا قدر على ذلك في هذا اليوم كان في غيره أقدر بطريق الأولى، ولا يصح أن يكون العامل في يوم رجعه، لأنه قد فصل بين المصدر ومعموله بأجنبي، وهو:

لقادر، وبعضهم يغتفره في الظرف السَّرائِرُ كاف وَلا ناصِرٍ تامّ، ولا يوقف على: الرجع، ولا على: الصدع فَصْلٌ حسن بِالْهَزْلِ أحسن مما قبله كَيْداً الثاني جائز، للابتداء بالأمر مع الفاء، آخر السورة تامّ.

سورة الأعلى عز وجل مكية (١)

تسع عشرة آية إجماعا، كلمها اثنتان وسبعون كلمة، وحروفها مائتان وأحد وسبعون حرفا.

الأعلا كاف، ورسموا الأعلا (٢) هنا بلام ألف كما ترى،

ــ

أريد به بعثه ونشره يوم القيامة، لأن تُبْلَى السَّرائِرُ حينئذ ظرف، لرجعه السَّرائِرُ كاف وَلا ناصِرٍ تامّ، وكذا: بالهزل، وآخر السورة.

سورة الأعلى مكية أَحْوى تامّ إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ حسن وَما يَخْفى كاف، وكذا: لليسرى


(١) وهي مكية إجماعا وتسع عشرة آية إجماعا.
(٢) هذا خلاف ما في أيدينا، إذ أن رسم مصاحفنا على الياء، ولا أدري ما مقصوده هنا فليحرر.

<<  <   >  >>