للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثاني ماذا تعني الصّحبة؟

ذهب علماء الحديث في تعريف الصحابي مذهبا مختلفا عن أهل الفقه والأصول، فعرّف ابن كثير رحمه الله الصحابي بقوله:

(هو من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال إسلام الرّائي، وإن لم تطل صحبته له، وإن لم يرو عنه شيئا) (١).

وجاء تفصيل ذلك أكثر بقولهم: هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، مؤمنا به، بعد بعثته، حال حياته، ومات على الإيمان.

وزاد أهل الفقه والأصول على تعريف أهل الحديث بقولهم:

(وطالت صحبته، وكثر لقاؤه به، على سبيل التبع له، والأخذ عنه، وإن لم يرو عنه شيئا).

ويتفرّع عن مسألة الصحبة عدّة نقاط، أهمها:

أ- عدالة الصحابة:

عرّف الحافظ السيوطي العدالة بقوله: (هي ملكة- أي: هيئة راسخة في النفس- تمنع من اقتراف كبيرة، أو صغيرة دالّة على الخسّة، أو مباح يخلّ بالمروءة) (٢).

لكن مسألة العدالة بين أخذ وردّ:


(١) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث: ٢/ ٤٩١.
(٢) الأشباه والنظائر في قواعد فروع الشافعية: ٤١٣ - ٤١٤.

<<  <   >  >>