للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اننا لا نستطيع البحث عن براهين مباشرة في مشكلات الخطط الاجرامية التي أمامنا، ولكن علينا أن نقنع بالبينات العريضة أو القرائن. وان مثلها ليملأ عقل كل متأمل مسيحي (١) غيور

ان المكتوب في هذا الكتاب ينبغي ان يقنع "من لهم آذان للسمع" (٢) لما فيه من وضوح، ولأنه مقدم اليهم بقصد حثهم على حماية أنفسهم، إذ الوقت متسع لهذه الحماية، حتى يكونوا على حذر.

أن ضميرنا سيكون راضياً إذا وصلنا بفضل الله إلى هذا الغرض الأهم من تحذير العالم الأممي (غير اليهودي) دون اثارة الحقد في قلبه ضد شعب إسرائيل الأعمى. ونحن نثق بأن الأمميين لن يضمروا مشاعر الكراهية ضد جمهور إسرائيل المؤمن خطأ ببراءة الخطيئة الشيطانية لزعمائه (٣) من الكتبة والفريسيين Pharisees (٤) الذين برهنوا مرة قبل ذلك على انهم هم أنفسهم سبب ضلال اسرائيل (٥) واذا


(١) انما خص الاستاذ نيلوس بكلامه المسيحيين هنا، لانه مسيحي يخاطب مسيحيين ليستنهضهم وينذرهم، ويحاول أن يقنعهم عن طريق الدين، وليس معني هذا انه يستبعد من خطابه المسلمين وغيرهم، بل يخاطب من وارء ذلك كل متدين، سواء أكان مسيحياً أم مسلماً أم غير ذلك، إذ يلزمه تدينه بالثورة على هذه المؤامرة الصهيونية اليهودية التي تحاول القضاء على الاديان والأخلاق والمبادئ الانسانية ومقاييسها ونظمها الاجتماعية، وتجعل المجتمع انانياً منحلاً فاسداً ليكون عبيداً لليهود.
(٢) هذه كلمة المسيح كما وردت في الاناجيل، وكان الاستاذ نيلوس يصرخ بها صرخة المسيح لأمته المسيحية (روسيا) كي يثير حماستهم، ضد اليهود كما اشرنا في الهامش السابق.
(٣) يؤمن اليهود بأن الله أباح لهم ولزعمائهم كل شر ضد غير اليهود (انظر مقدمتنا ص ٥٨ ـ ٦٧).
(٤) جرينا في ترجمة الكلمتين على نهج الترجمة العربية للأناجيل، والكتبة والفرنسيون (المراؤون) كانوا يلاحقون السيد المسيح بالامتحان رغبة في تعجيزه وفضحه، ولكنه كان منتصر عليهم دائماً، وكانوا متمسكين بحرفية النصوص ولو أدت إلى عكس المراد من ورائها، بينما كان هو ينفذ إلى اللب ويراعي الحكمة من وراء النصوص.
(٥) يشير نيلوس إلى انكار اليهود للمسيح عيسى حين جاءهم، ثم اضطهادهم اياه ضالين ظالمين.

<<  <   >  >>