للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معهم ايسر كثيراً. ان اولئك الذين يظهرون كأنهم النمور هم كالغنم غباوة، ورؤوسهم مملوءة بالفراغ.

سنتركهم يركبون في أحلامهم على حصان الآمال العقيمة، لتحطيم الفردية الانسانية بالافكار الرمزية لمبدأ الجماعية Collectivism (١) . انهم لم يفهموا بعد، ولن يفهموا، ان هذا الحلم الوحشي مناقض لقانون الطبيعة الأساسي هو ـ منذ بدء التكوين ـ قد خلق كل كائن مختلفاً عن كل ما عداه. لكي تكون له بعد ذلك فردية مستقلة.

أفليست حقيقة اننا كنا قادرين على دفع الاميين إلى مثل هذه الفكرة الخاطئة ـ تبرهن بوضوح قوي على تصورهم الضيق للحياة الانسانية إذا ما قورنوا بنا؟ وهنا يكمن الأمل الأكبر في نجاحنا.

ما كان أبعد نظر حكمائنا القدماء حينما اخبرونا انه للوصل إلى غاية عظيمة حقاً يجب الا نتوقف لحظة أمام الوسائل. وأن لا نعتد بعدد الضحايا الذين تجب التضحية بهم للوصول إلى هذه الغاية .. اننا لم نعتمد قط بالضحايا من ذرية أولئك


(١) Collectivism مذهب يقضي أن يمتلك الناس الاشياء شيوعاً، ويعملوا فيها معاً دون اختصاص أحد بشيء معين، وقد دعا إلى هذا المذهب كثير من المتهوسين المناكيد، منهم"مزدك" الذي ظهر في فارس قبل الإسلام سنة ٤٨٧م زاد شيوعية النساء على شيوعية الأموال واعتبر ذلك ديناً، فتبعه كثير من السفهاء حتى كاد يذهب بالدولة، ولكن الملك قباد كاد يستأصله هو وأتباعه في مذبحة عامة سنة ٥٢٣. كما دعا إلى هذا المذهب القرامطة أيام الدولة العباسية، وفتنوا كثيراً من الخلق وارتكبوا كثيراً من الشنع البشعة في جنوبي العراق وما والاه حيث قامت دولتهم نحو سنة ٨٩٠م. إلى أوائل القرن الحادي عشر، كما دعا إليه الشيوعيون في العصر الحاضر وراس مذهبهم كارل ماركس اليهودي، وقد تمكن بلاشفتهم اليهود من وضع روسيا تحت هذا النظام، وأكرهوها بالعنف على هذه الفكرة الخاطئة ولا يزالون يتخبطون في تطبيقها هناك منحدرين من خيبة إلى خيبة، مع تمكنهم من الحكم المطلق فيا منذ سنة ١٩١٧ وهم يحاربون الرأسمالية الفردية، ولكن الشعب هناك في يدي الحاكم المطلق الذي ملك المال والارواح. فيجمع بين استبداد المال واستبدال الحكم معاً.

<<  <   >  >>