للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتطفل على ما في يدي غيرهم كعادة القبائل البدوية، وهم دائماً معبئون أنفسهم "تحت السلاح" لشن غارة أو دفع غارة. فروحهم (١) المالية روح بدوية قبلية لا تحسن الاتصال بغيرها ولا تريده، أو هم كما تقول توراتهم "يدهم على كل أحد، ويد كل أحد عليهم".

والمثل العليا لليهود هم انبياؤهم وابطالهم كما تصورهم التوراة والتلمود وغيرهما، وسير ربانييهم وزعمائهم عامة. هؤلاء المثل المقدسون الذين يعتقد اليهود في حياتهم بقداستهم هم أسوأ مثل للانسان، فكتبهم المقدسة تحكي من فضائح إلههم وأنبيائهم وعظمائهم ما يسلك أكثرهم في عداد أكابر المجرمين.

وهذا مصدر من مصادر الشر في نفوس اليهود الذين هم أشد الناس تمسكاً بشرائعهم الهمجية، وجموداً على مأثوراتهم القليلة الاجرامية، ولذلك كانت نياتهم ـ من الوجهة الأخلاقية ـ دون كل الشرائع حتى الوثنية الوحشية، ذلك لأن كل وثنية تلزم اتباعها في معاملة غيرهم ببعض الآداب الفاضلة، على حين أن اليهودية تعفي اتباعها من كل قانون مع غير اليهود، وتبيح لهم كل رذيلة معه، وتحتكر لهم نعم الدنيا ومتع الجنة (٢) وهذا اصل لا ريب فيه من أصول البلاء الذي لا خلاص للعالم منه الا بتصفية اليهود او نفيهم في مكان منقطع يمنعون فيه الاتصال بغيرهم، أو إعادة تعليم اطفالهم أدباً غير أدب ديانتهم البدوية وتعاليمهم الوحشية.

ومن يقرأ كتبهم المقدسة يروعه ويغثيه أن "المؤامرة" قوام تاريخهم حتى في وقفهم تجاه إلههم "يهوه" والاعتماد في حياتهم على الخفاء والغدر والخسة


(١) خير ما يعبر عن هذه الروح هو الشعر العربي الجاهلي ولكن اليهود ينقصهم كرم العرب وشجاعتهم ووفاؤهم بالعهود وحسن الجوار والضيافة للجيران والضيفان، ولو ضحوا في سبيل أمانتهم الأرواح والأموال.
(٢) في القرآن الكريم اشارة إلى اقوالهم هذا والرد عليه: "قل ان كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس، فتمنوا الموت ان كنتم صادقين. ولن يتمنوه ابداً بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين، ولتجدنهم احرص الناس على حياة".

<<  <   >  >>