للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومقامهنّ، إذا حُبسنَ بمأْزمٍ ... ضَيْقٍ ألف وصدهن الأخشب

وقال أعرابي، قيل هو من جرهم:

ألا ليتَ شِعْري هل أبيتَنَّ ليلةً ... وأهلي معاً بالمازَمَين حُلُولُ

وهل أُبصرنّ العيش تنفح في البُرَى ... لها بمنىً بالمحرمينَ ذميلُ

منازلُ كُنّا أهلها فأزالنا ... زمانٌ نبا بالصالحن حَدُول (١)

وقال كُثَيّر بن عبد الرحمن (٢):

فقد حلفتْ جُهداً بما نحَرتْ له ... قريش غَداة المأزمين وصلّت

وقد يطلق اسم المأزَمين على منى عند العقبة لضيق المكان، وهذا ما عناه كثير ببيته المتقدم.

أما أبيات الأعرابي المتقدمة فتمثل أمماً كثيرة سادت مكة ثم بادت، أزالها الله بما أحدثت وبما أفسدت وعلت في أرض الله التي حرمها يوم خلق السموات والأرض، فأذاقها الله وبال أمرها، وجعلها أحاديث وعِبَراً، من هذه الأمم جرهم وإيَّاد وَرَبيعة الفرس وغيرها.

مَبْعُوق: على وزن مفعول: قُرِن مع أجْيَاد، ولا يعني أنه قريب منه ولكنه يعني أيضاً أنَّه ليس بعيداً جداً، وذلك في قول أبو صَخْر الهذلي:


(١) في الأصل (بنا) بتقديم الباء الموحدة، ولا وجه له. وروي في أخبار مكة بلفظ مغاير.
(٢) ديوانه ٩٦.

<<  <   >  >>