للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عوجا نحيِّ الطللَ المِحْولا ... والرَّبعَ من أسماء والمنزِلا

بجانب البَوْباة، لم يعده ... تقادم العهد بأن يُؤهَلا

وقال عمر أيضاً: (١)

كانهمُ على البَوْباة نَخلٌ ... أُمِر لها (بذي صعب) خَليجُ

وحدد الأقدمون البوباة بأنها على طريق الطائف من مكة المكرمة. وأنها من صدر نخلة اليمانية. وقالوا: تخرج منها على قرن المنازل. وكلها تحديدات صحيحة.

قلت: وهي تعرف اليوم بالبُهَيتة: تقع في صدر نخلة اليمانية تخرج منها على السيل الكبير، وهو ميقات أهل نجد، وكان يعرف بقرن المنازل. وقرن: وادٍ لا زال معروفاً هناك وسميت البُهَيتة لأنها ذات صعود في أرض ميثاء تبهت السائر فيها. أما قوله: منجدة. وقول الآخر نذق برد نجد، فالبوباة ليست من نجد، إنما أهل مكة من قديم يسمون الطرق بأسماء البلدان التي تتجه إليها. فطريق نخلة تسمى النجدية. والطريق إلى اليمن تسمى درب اليمن. وهكذا.

وقال المتقدمون: البَوْباة من ديار بني سعد بن بكر أضآر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: وهي لا زالت من ديارهم. فهي للثبتة، والثبتة: من بني سعد. وأقف قليلاً عند قول المزني. هذه الرواية موروثة عن أسلافنا يرحمهم الله، ولكن مكة والبوباة ليست من ديار مزينة. ومزينة ليسوا من أهل تهامة ولا نجد. فهم أهل الفرع والنقيع.


(١) ديوان عمر ص ٧٢.

<<  <   >  >>