للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أما برنامج النقليات فعليه أن يقتصر في الدرجة الأولى على إنشاء وسائل النقل وطرق المواصلات المرتبطة مباشرة بأهداف الانتاج المعينة في المشروع والتي تؤلف على كل حال أحد العوامل الجوهرية لنجاحه ". (١)

ورغم الاستغلال الواسع للموارد الطبيعية والقوى البشرية فإن المستعمر لم يقدم أبسط الخدمات الإنسانية وهي الصحة والتعليم ففي الجزائر التي اعتبرتها فرنسا جزءً منها لم يستطع سوى ١٢% من أطفال الجزائر ممارسة عملية التعلم، وانخفضت النسبة في مراكش إلى ١٠%، وفي أفريقيا الغربية إلى ٧.٦ %، وفي تشاد إلى ٤.٧%، فيما ارتفعت في أفريقيا السوداء إلى ١٨% من أطفال تلك البلاد.

ويخلص هنري كلود إلى أن نسبة التعليم في المستعمرات الفرنسية جملة لا يتجاوز ٩ % من أطفال المستعمرات الفرنسية. (٢)

وأما الخدمات الصحية فجرى تأمينها في المناطق التي ينتشر فيها الفرنسيون فيما كان لكل ١٠٠٠٠ جزائري طبيب واحد، وتصل هذه النسبة في الأقاليم الجنوبية للجزائر إلى ٣٠٠٠٠/ ١، وفي مراكش ٤٥٠٠٠/ ١ فيما لكل ٥٠٠٠٠ شخص في غينيا طبيب واحد.

ونتيجة لذلك ارتفعت نسبة الوفيات بين الأطفال في المستعمرات عنها في البلاد المستعمِرة أو بين المستعمِرين، ففي حين يموت من أطفال الأوربيين في الجزائر ما نسبته ٥.٤ % يموت من أطفال الجزائر ١٨%، وفي تونس يموت للأوربيين من أطفالهم ما نسبته ٥.٩% فيما يموت للتونسيين ما نسبته ١٩.٣% فيما تصل النسبة في بعض مناطق أفريقيا الريفية إلى ٦٠%، وكتب الدكتور بريسو مقرر ميزانية الصحة عام ١٩٥٤م في الجزائر أن من بين ١٢٠ مريضاً يراجعون عيادة السل في مستشفى مدينة الجزائر لا يلقى العناية منهم سوى ٣٠. أما الباقون فأسلموا إلى الموت. (٣)

وننبه أخيراً إلى أن كل ما سمعناه عن الاستعمار الفرنسي مما سطره لنا هنري كلود ورفاقه ينطبق تماماً على الاستعمار البريطاني والإيطالي والبرتغالي وسوى ذلك من جنسيات الاستعمار الأخرى.


(١) انظر: المصدر السابق، ص (٧ - ٨).
(٢) انظر: المصدر السابق، ص (٢٠ - ٢١).
(٣) انظر: المصدر السابق، ص (٢٢ - ٢٣).

<<  <   >  >>