للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب الثالث: في عمل الأسماء العاملة]

وهي أحد عشر قسما:

القسم الأول: الأسماء الشرطية بمعنى إِنَّ، وهي تسعة: مَنْ، ومَا، وأَيْنَ، ومَتَى، وأَيُّ، وأَنَّى، وإِذْ مَا، وحَيْثُمَا، ومَهْمَا.

وهي تجزم الفعل المضارع (١)، مثل: «مَنْ تَضْرِبْ أَضْرِبْ»، و «مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ»، و «أَيْنَ تَجْلِسْ أَجْلِسْ»، و «مَتَى تَقُمْ أَقُمْ»، و «أَيُّ شَيْءٍ تَأْکُلْ أَکُلْ»، و «أَنَّى تَکْتُبْ أَکْتُبْ»، و «إِذْ مَا تُسَافِرْ أُسَافِرْ»، و «حَيْثُمَا تَقْصِدْ أَقْصِدْ»، و «مَهْمَا تَقْعُدْ أَقْعُدْ».

والقسم الثاني: أسماء الأفعال بمعنى الماضي، مثل: هَيْهَاتَ؛ أي بَعُدَ، وشَتَّانَ؛ في أَفْتَرَقَ، وسَرْعَانَ؛ أي سَرَعَ.

وهي ترفع الاسم على الفاعلية، مثل: «هَيْهَاتَ يَوْمُ الْعِيْدِ»؛ أي بَعُدَ.

والقسم الثالث: أسماء الأفعال بمعنى أمر الحاضر، مثل: رُوَيْدَ، وبَلْهَ، وحَيَّهَلْ، وعَلَيْكَ، ودُوْنَكَ، مثل: «رُوَيْدَ زَيْدًا» أي أَمْهِلْهُ.

وهي تنصب الاسم على المفولية.

والقسم الرابع: اسم الفاعل بمعنى الحال أو الاستقبال؛ يعمل عمل الفعل المعروف، إذا اعتمد على لفظ قبله وذلك اللفظ: إما أن يکون مبتدأ، کما في «زَيْدٌ قَائِمٌ أَبُوْهُ» في اللازم، و «زَيْدٌ ضَارِبٌ أَبُوْهُ عَمْرًا» في المتعدي. أو موصوفا، مثل: «مَرَرْتُ


(١) الأدوات التي تجزم الفعل المضارع وتسمى أدوات الشرط قسمان:
حروف؛ وهي: إِنْ، وأسماء؛ ومنها أيضًا أَيَّانَ، نحو قوله:
أيان نؤمنك تأمن غيرنا ومتى ... لم تطلب الأمن منا لم تزل حذرا
[قاله أبو عبد الله محمد بن محمد بن بيبش العبدري كما نقل إبراهيم بن موسى الشاطبي في «الإفادات والإنشادات»]
وكَيْفَمَا: يجزم بها الكفوفيون، نحو: كَيْفَمَا تَكُنْ يَكُنْ قَرِيْنُكَ.
وإِذَا: يجزم بها في الشعر، نحو قوله:
واسْتَغْنِ ما أَغْناكَ رَبُّكَ بالغِنَى ... وإِذَا تُصِبْك خَصاصَةٌ فَتَجَمَّلِ
[قاله عبد قيس بن خفاف، كما نقل الأصمعي في «الأصمعيات اختيار الأصمعي» (٢٣٠) (٨٧) (رقم: ١٠)]
وقد يجزم بها في النثر على قلة ومنه حديث علي رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها:
«إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، أَنْ تُكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ»
[أخرجه مسلم في «الصحيح» (٤/ ٢٠٩١) (رقم: ٨٠ - ٢٧٢٧)]

<<  <   >  >>