للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ميزان الجاهلية في تقديم أهل الحسب والنسب والجاه:

ولقد شنع النبي - صلى الله عليه وسلم - على فعل أولئك الذين يتفاخرون على عباد الله بأحسابهم وأنسابهم، واعتبر صنيعهم من بقية أدران الجاهلية، والمفروض بالمسلم أن يتسامى عليها ويترفع عنها: «إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبِيَّة الجاهلية وفخرَها بالآباء، [الناس] مؤمن تقي، وفاجر شقي، والناس بنو آدم، وآدم من تراب، ليدَعنَّّ أقوام فخرَهم برجال أو ليكونُنَّ أهون على الله من الجِعلان التي تدفع بأنفها النتن» (١).والجِعلان هي الحشرات التي تلامس القاذورات.

وفي رواية أنه قال: «لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية، فوالذي نفسي بيده لما يدهده الجُعل بمنخريه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية» (٢)، فشبه - صلى الله عليه وسلم - "المفتخرين بآبائهم الذين ماتوا في الجاهلية بالجعلان، وآباءَهم المفتخرَ بهم بالعذْرة، ونفسَ افتخارِهم بهم بالدفعِ والدهدهةِ بالأنف،


(١) أخرجه أبو داود ح (٥١١٦)، وأحمد في مسنده (٨٥١٩).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده ح (٢٧٣٤).

<<  <   >  >>