للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال معقباً بكلمات موجزة مؤثرة: «من لا يَرحم لا يُرحم» (١).

وفي مرة أخرى قدم ناس من الأعراب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أتقبِّلون صبيانكم؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «نعم». قالوا: لكنا والله ما نقبِّل! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة!» (٢).

ومما يطرب له الطفل ويستأثر بقلبه أن يحمله ذووه، وأن يضموه إلى صدورهم، وهو أمر متعِب أو مضجِر للآباء، لكنه ضروري، ولا غَناء عنه لمن أراد غرس الحب في الطفولة وجني البر في الشباب والرجولة، يقول أبو هريرة: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في طائفة النهار حتى أتى سوق بني قينقاع، ثم جاء إلى فِناء بيت فاطمة فقال: «أثمَّ لُكع، أثمَّ لُكع» [أي: أين الصغير، ومقصِدُه الحسن] فحَبَسَته أمه شيئاً، فظننتُ أنها تلبسه سِخاباً أو تغسِّلُه، فجاء الحسن يشتد حتى عانقه وقبَّله وقال: «اللهم أحبِبْه، وأحبَّ من يحبُّه» (٣)، نسأل الله أن يجعلنا ممن أحبه وأحب من يحبه.


(١) أخرجه البخاري ح (٥٩٩٧)، ومسلم ح (٢٣١٨).
(٢) أخرجه البخاري ح (٥٩٩٨)، ومسلم ح (٢٣١٧).
(٣) أخرجه البخاري ح (٢١٢٢)، ومسلم ح (٢٤٢١).

<<  <   >  >>