للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النهي عن ذلك، فقد أتى رجلٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن لي خادماً يسيء ويظلم، أفأضربه؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «تعفو عنه كل يوم سبعين مرة» (١)، والمراد من السبعين الكثرة لا التحديد، فإن "العفو مندوب إليه مطلقاً دائماً لا حاجة فيه إلى تعيين عدد مخصوص .. والمراد بالسبعين الكثرة دون التحديد" (٢).

فهل نصنع مثل هذا مع خدمنا؟! هل يصبر الواحد منا على سبعين خطأ في كل يوم؟! إن واحداً من خدمنا لا يخطئ في اليوم عُشر هذا، فما بالنا لا نعفو عن هفواتهم، ولم لا نتجاوز عنها، أما لنا قدوةٌ حسنةٌ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يأمر بالعفو عن سبعينَ خطأ في كل يوم.

وأما اللجوء إلى ضرب الخدم (٣) ففعل موجب غضبَ الله تعالى لما فيه من الاضطهاد والتجبر على هؤلاء المستضعفين


(١) أخرجه أحمد ح (٥٦٠٣)، والترمذي ح (١٩٤٩)، وأبو داود ح (٥١٦٤).
(٢) تحفة الأحوذي (٥/ ١٨٠).
(٣) بعض النصوص التي نذكرها في مسألة الخدم إنما تتعلق بالحقيقة بحق العبيد والإماء ومعاملتهم، ولكن ورودها في هؤلاء يجعلها تنطبق على الخدم من باب أولى، فهم أحرار كاملو الحرية في حين أن النصوص تتحدث عن الرقيق.

<<  <   >  >>