للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كان الصحابة رضي الله عنهم إذا أُثني عليهم يقولون: (اللهم اغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيراً مما يظنون) (١)، وقال بعض السلف: (اللهم إنَّ هؤلاء لا يعرفوني، وأنت تعرفني) (٢).

التمادح المذموم:

ولترشيد ظاهرة التمادح نتأمل هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - لنقف على المواطن التي يذم فيها مدح الآخرين والثناء عليهم.

وأولها: عدم المدح في حضور الممدوح إذا ظُن أن يؤدي إلى مفاسد تَضر به، كأن تصيبه بالإعجاب أو الغرور، أو غيره من الآفات القلبية، فإن ذلك من الفتنة والإهلاك، لذا لما سمع - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يثني على رجلٍ ويطريه في المدح في حضوره، فقال: «أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل» (٣).

قال ابن بطال: "حاصل النهي هنا أنه إذا أفرط في مدح آخر بما ليس فيه، لم يأمن على الممدوح العجب لظنه أنه بتلك


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ح (٧٦١)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ح (٥٨٩).
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية عن واحد من السلف لم يسمه (٦/ ٢٢٤).
(٣) أخرجه البخاري ح (٢٦٦٣)، ومسلم ح (٣٠٠١).

<<  <   >  >>