للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكَمْ مِنْ ظَالِمٍ يَبْقَى ذَلِيلاً ... ومَظْلُومٍ تَشَمَّرَ لِلْخِصَامِ

وشَخْصٍ كَانَ في الدُّنْيا فَقِيرًا ... تَبَوَّأَ مَنْزِلَ النُّجْبِ الكِرَامِ

وعَفْوُ اللهِ أَوسَعَ كُلَّ شَيءٍ ... تَعَالَى اللهُ خَلاَّقُ الأَنَامِ

[حرف النون]

إلهٌ لاَ إلهَ لَنَا سِوَاهُ ... رَءوفٌ بالبَريَّةِ ذُو امْتِنَانِ

أُوحِّدُهُ بإخْلاصٍ وحَمْدٍ ... وَشُكْرٍ بالضَّمِيرِ وَباللِّسَانِ

وَأَفْنَيتُ الحَيَاةَ ولَمْ أصُنْهَا ... وَزُغْتُ إِلى البَطَالَةِ والتَّوَانِي

وأسْألُهُ الرِّضَا عَنّي فإنّي ... ظَلَمْتُ النَّفْسَ في طَلَبِ الأَمَانِي

إلَيهِ أَتُوبُ مِنْ ذَنْبي وَجَهْلي ... وَإسْرَافي وخَلْعي لِلْعِنَانِ

[حرف الواو]

فإنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ... وَلِيُّ قَبُولِ تَوبَةِ كُلِّ غَاوِي

أؤمِّلُ أنْ يُعَافِيَنِي بِعَفْوٍ ... ويُسْهِنَ عَينَ إبْلِيسَ المُنَاوِي

وَيَنْفَعَنِي بمَوعِظَتِي وَقَولِي ... وَيَنْفَعَ كُلَّ مُسْتَمِعٍ وَرَاوِي

ذُنُوبِي قَدْ كَوَتْ جَنْبَيَّ كَيًّا ... أَلاَ إنَّ الذُّنُوبَ هِي المَكَاوِي

فَلَيسَ لِمَنْ كَوَاهُ الذَنْبُ عَمْدًا ... سِوَى عَفْوِ المُهَيمِنِ مِنْ مُدَاوِي

[حرف الهاء]

وَقَعْنَا في الخَطَايا والبَلاَيا ... وفي زَمَنِ انْتِقَاضٍ واشْتِبَاهِ

تَفانى الخيرُ، والصُّلحَاءُ ذَلُّوا ... وَعَزَّ بِذُلِّهِمْ أَهْلُ السَّفَاهِ

وَبَاءَ الآمِروُنَ بِكُلِّ عُرْفٍ ... فَمَا عَنْ مُنْكَرٍ في الناسِ نَاهِ

فَصَار الحُرُّ لِلْمَمْلُوكِ عَبْدًا ... فَمَا لِلْحُرِّ مِنْ قَدرٍْ وجَاهِ

فَهَذا شُغْلُهُ طَمَعٌ وجَمْعٌ ... وَهَذا غَافِلٌ سَكْرانُ لاهِ ...

[حرف اللام ألف]

يُبَذِّرُ مَا أَصَابَ ولا يُبَالِي ... أسُحْتًا كَانَ ذَلِكَ أَم حَلاَلاَ

فَلا تَغْتَرَّ بالدُّنْيا وذَرْهَا ... فَمَا تَسْوى لكَ الدُّنيا خِلاَلاَ

<<  <  ج: ص:  >  >>