للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو سِيرةٌ لأُنَاسِ أصْبَحُوا رِمَمًا ... تَحْتَ التُرابِ وَقَدْ كَانُوا ذَوِي هِمَمِ

أو خُبْرَ قَولٍ عن الأحْبَابِ تَنْقُلْه ... لَيسَ اغْتِيَابًا ولا هَتْكًا لِمُنْكِتِمِ

إيَّاكَ إيَّاكمَ أعْرَاضَ الرِجَالِ وإنْ ... رَاقَتْ بِفْيِكَ فإنَّ السُّم في الدَّسَمِ

لاتُتْخِمَنْ مِن لُحومِ الناسِ تَأْكُلهَا ... فَرُبَّ مَخْمَصةٍ خَيرٌ مِن التُّخمِ

وَأعْطِ الرجالَ مِن التّوقيرِ حَقَّهُمُ ... ولا تُعادِ امْرَءًا مِنْهُمْ عَلَى التُّهَمِ

وإنْ أخْذتَ عن الأحبارِ عِلْمهُمُ ... فَجَازِهِمْ بجَمِيلِ الذِكْرِ في الأُمَمِ

فللشيوخ حقُوقٌ إذْ بِعِلْمهُمُ ... خَرَجْتَ مِن مُوحِش التَّغْفِيلِ والظُلَم

وإنْ رَأَيتَ جَمِيلاً فافْشِهِ كَرَمًا ... وإنْ رَأيتَ قَبِيحًا كُنْ كَذِي صَمَمِ

هذي النصيحةُ مِني لِلْجَلِيسِ لِمَا ... في حَقِ صُحْبَتِهِ عِنْدِي من الذمَمِ

آخر:

دَعُوتَ إلى دار السلام فَلَبينَا ... وسَعْيًا على العَينين إن كَانَ يُجْدِيَنَا

وقُلْتَ وتَهْدِي مَن تَشَاء فاهْدنا ... فإنَّا بِهَذا قَدْ دَعَونَا ولَبَّينَا

وَعَلَّمتَنَا نَدْعُو بها في صَلاتِنا ... إذَا مَا قَرأْنَا الحَمْد فيها وصَلَّينَا

فَنَدعُوا بها سَبْعًا وعَشْرًا بيومَنا ... ولَيلَتَنَا فِيما فَرَضْتَ وَأدَّينَا

وَحَاشكَ تَدْعُونَا وتأْمُرُ بالدُعَا ... وتُغْلقُ عَنَّا البابَ إذْ نَحْنُ وَافَينَا

دُعَاؤُكَ إيَّانَا وتَعْلِيمُنَا الدُعَا ... دَلِيلٌ عَلَى أنَّ الكَرِيمَ سَيُعْطِينَا

لَكَ المثلُ الأعْلَى فإنَّ بَنِي الدُنَا ... إذَا مَا دَعَوا أعطوا وفَضْلُكَ كَافِينَا

ولَولاَكَ فَضْلاً مِنْكَ لَمْ نَعْرِفَ الدُعَا ... ولا هَادِيًا بالوَحْي والخَير يَأْتِينَا

إذَا نَزلَ الأبرارُ جَنَّتَكَ التي ... وَعَدْتَ تَراهُم حَامِدِينَ ومُثْنِينَا

عَلَى ما هَدَى لَولاَهُ لَمْ نَدْرِ مَا الهُدى ... ولا أي دِين في القِيامة يُنْجِينَا

فَلِلَّهِ كَلُّ الفَضْلِ فِي كُلِّ حَالَةٍ ... وَمِنْ فَضْلِهِ إجْرَاؤُهُ الْحَمْدُ فِينَا ...

وتَعْلِيمِنَا كَيفَيَّةَ الحمدِ والثَّنَا ... وإرْسِالِهِ خَيرِ النَّبِيِّينَ هَادِينَا

<<  <  ج: ص:  >  >>