للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإِنّ الحَقَّ أَبلجُ مُسْتَنِيْرٌ ... ويَعْلُو وَجْهَ صَاحبهِ الوَسَامُ

ومَنْصُورٌ ومَمْتَحَنٌ ولَكِنْ ... لَهُ العُقْبَى وليَس له انْعِدَامُ

وإنَّ البَاطِلَ المُردِي لَذَامُ ... وَيْعلُو وَجْهَ صَاحِبهِ الظَّلامُ

فلا يَغْرُرْكَ إذْ يَعْلُو ويَطْفُو ... فَلَيْسَ لِبَاطِلٍ أَبَدًا دَوَامُ

ولَيْسَ لِمَنْ سَعَى بالقِيْلِ يَومًا ... سُمُوٌ أَوْ لِبُغْتَيِهِ انْتِظَامُ

أَيَسمُو مَن سَعَى بِالقِيلِ حَاشَا ... وَكلاَّ أَن يَكُونَ لَهُم مَقَامُ

أَيَسْمُو مَن سَعىَ بالقِيلِ يَومًا ... بِقَومِ مَا أَتَى بِهمُو الحُطَامُ

ولكن يَطْلُبُونَ العِلْمَ لَمَّا ... لِهَذا الأَصلِ قَدْ تَركَ الأَنَامُ

وهَلْ يَا قَوْمُ غَيرَ الأَصل عِلْمٌ ... ولَوْلاَ الأَصْلُ ما انْكَشَفَ الظَّلامُ

وكُنَّا في غَيَاهِبِه حَيَارَى ... وفي الإِشْرَاكِ قَدْ وَقَعَ الفِئَامُ

فَأطلع شمسَ هذا الأَصلِ حبرٌ ... هو الشيخُ المعظَّمُ والإمامُ

فأَشرق نورُه فسما بنَجدٍ ... منارَ الحقِّ وانكشف القَتامُ

وأَطَّدَ رُكْنَ هذا الأَصل حتَّى ... رسَت منه المعالمُ والدّعامُ

فلما أَن تضَاءلَ ذَاكَ فِينا ... وعمَّ الجهلُ وانسدلَ الظلامُ

تَوخَّى نُورَه قَومٌ فجَاءُوا ... فَبَدَّدَ شمْلهم ووهى النظامُ

وإنَّ الحادثاتِ وإِن أَساءت ... لَيسْمُو مِن حَوَادِثها كِرَامُ

ويَرسُبُ حِينَ ما تَبْدُو فِئَامٌ ... مِن الأَقوام أَنْذالٌ لِئَامُ

وما أَدري ولكن لَيتَ شِعري ... أَأَيقاظٌ أُولئك أَم نيامُ

فما كلٌ بمعذورٍ ببغضٍ ... ولا كلٌ على بغضٍ يلامُ

ولا كُلٌ مَقَالَةٍ قُيِلَتْ صَوابٌ ... يَكُونُ لَهَا بِفِي الدهر ابتسامُ

<<  <  ج: ص:  >  >>