للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا عامرًا لخِرابِ الدهرِ مُجْتَهدًا ... بالله هَلْ لَخِرابِ الدهرِ عُمْرانُ

ويا حَرِيصًا على الأمْوالِ تَجْمَعُهَا ... أنَسَيْتَ أنَّ سُروُرَ المالِ أَحْزانُ

زَعِ الفؤادَ عن الدنيا وزُخْرُفها ... فَصَفْوُهَا كَدَرٌ والوَصْلُ هُجْرَانُ

وأرعِ سَمْعَكَ أمثالاً أَفَصِلُّها ... كما يُفَصَّلُ ياقوتَّ ومَرْجَانَ

أحْسِن إلى الناسِ تَستَعْبِدْ قُلوبَهُمُ ... فَطالمَا إسْتَعْبَدَ الإنسانَ إحسانُ

يا خادمَ الجسمِ كم تَسْعَى لِخِدْمَتِهِ ... أَتَطْلُبُ الربحَ مِمَّا فِيه خُسرانُ

أقْبِلْ على النفسِ واستكْمِلْ فَضَائِلَهَا ... فأنْتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسانُ

وإنْ أسَاءَ مُسِيء فَلْيَكُنْ لَكَ فِي ... عُروضِ زَلَّتِهِ عَفْوَّ وغُفرانُ

وكن على الدهرِ مِعوانًا لِذِي أملِ ... يَرجُو نَدَاكَ فإنَّ الحرَّ مِعوانُ

واشدُدْ يَدَيْكَ بحبلِ اللهِ مُعْتَصِمًا ... فإنهُ الركنُ إن خَانَتْكَ أركَانُ

مَن يَتق الله يُحمَد في عَواقِبهِ ... ويَكْفِهِ شَرَّ مَن عَزُوا ومَن هَانُوا

مَن استعَانَ بغيرِ اللهِ في طلبٍ ... فإنّ ناصِرَهُ عَجْزٌ وخُذْلانُ

مَن كان لِلْخَيرِ مَنَّاعًا فليسَ لَهُ ... على الحقيقةِ إخوانٌ وأخْدَانُ

مَن جَادَ بالمالِ مَالَ الناسُ قَاطِبةً ... إليهِ والمالُ لِلإنسانِ فَتَّانُ

مَن سَالَم الناسَ يَسْلَم مِن غَوَائِلهِمْ ... وعاشَ وهو قَرِيْرُ العَينِ جَذْلانَ

من كان لِلْعقلِ سُلطانَّ عليه غَداَ ... وما على نفسِهِ لِلْحِرْصِ سُلْطَانُ

مَن مَدَّ طَرفًا بفَرطِ الجَهلِ نَحْوَ هَوَىً ... أغَضَى على الحقِ يومًا وهو خَزْيَانُ

مَن استشارَ صُروفَ الدهرِ قَامَ لَهُ ... على حقيقةِ طبعِ الدهرِ بُرْهَانُ ...

مَن يِزْرعِ الشرَ يُحْصُد في عواقِبهِ ... نَدَامةً ولِحَصْدِ الزَّرْعِ إبَّانُ

مَن استنام إلى الأشرارِ نَامَ وفي ... قَمْيصِهِ مِنْهُمُو صِلَّ وثُعْبَانُ

كُنْ رَيّقَ البِشرِ إنَّ الحرَّ هِمَّتُهُ ... صَحْيفَةٌ وعليها البشرُ عُنوانُ

ورافقِ الرفقَ في كُلِ الأمُور فَلَمْ ... يِنْدَمُ رِفيقٌ ولم يَذْمُمْهُ إنسانُ

ولا يَغُرنْكَ حَظٌ جَرَّهُ خَرَقٌ ... فالخَرْقُ هَدْمٌ ورِفْقُ المرءِ بُنْيَانُ

أحْسِنْ إذا كَانَ إمكانٌ وَمَقْدِرَةٌ ... فلن يدُوْمَ علىَ الإِحسانِ إمكانُ

<<  <  ج: ص:  >  >>