للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْ ذَاكَ أَخْبَارٌ عَن الغَيْب قَالَها ... يُعَايَنُ مِنْهَا الصِّدْقُ فِيْهَا وَيُوْجِدُ

فسُؤْدَدُهُ بِاللهِ إِذْ كَانَ وَحْيُهُ ... إِليْهِ وَهَلْ فَوْقَ النُّبُوَّةِ سُؤْدَدُ

فَأَظْهَرَ بالإسْلامِ دَعْوَةَ صَادِقٍ ... فَضَلَّ بِهِ قَوْمٌ وَقَوْمٌ به هُدُوا

تُسَلِّمُ أَحْجَارٌ عَليْهِ فَصِيْحَة ... إذَا مَا خَلا في حَاجَةٍ يَتَفَرَّدُ

وَيُسْمَعُ مِنْ أَصْوَاتِهَا في طَرِيْقِهِ ... تُمَجِّدُه إنَّ النَّبِيَّ مُمُجَّدُ

وَأَنْشَأَ رَبِّيْ مُزْنَةً فَوْقَ رَأْسِهِ ... رَآهَا بُحِيْرُ الرَّاهِبُ المُتَعَبِّدُ

تُظَلِّلُهُ منْ كُلِّ حَرٍّ يُصِيْبُهُ ... تَقِيْمُ عليهِ مَا أَقَامَ فَيَرْكُدُ

وَإِنْ سَارَ سَارَتْ لا تُفَارِقُ رَأْسَهُ ... فَقَالَ لَهُم هَذا النَّبِيُّ محَمَّدُ

حَلِيْمٌ رَحِيْمٌ لَيِّنٌ مُتَواضِعٌ ... سَخِيٌ حَيِيُّ عَابِدٌ مُتَزَهِّدُ

انْتَهَى

آخر:

لا بد للضّيق في الدنيا من الفرج ... فافتح أكفّ الرجا والْحقْ بألف رجي

واعلم بأنك مفتون وممتحن ... بما لديك من الأشياع والحرج

والكل يذهب إن حزنًا وإن فرحًا ... فكن إذا ضاق أمر غيرَ منزعج

وأَظهر البسطَ في كل الأمور وإن ... ضاقت عليك فقل: يا أزمةُ انفرجي

واشكر على كل حال أنت فيه فما ... عن حكمة قد خلا أمر إليك يجي

واصبر وصابر لأحكام الإله ولا ... تضجر وإياك في الدنيا من اللجج

وأطلِق النفس من سجن الهموم يفز ... غريقُ قلبك يا هذا من الُّلجج

فربما رِفعة من خفضة ظهرت ... وسافلٌ قد رقى عالياً من الدرج

وظلمة الليل إن زادت فإن لها ... نورًا يشعّ عدا الأقمار والسرج

والضد للضد مجعول يزول به ... وليس ماض مع الآتي بممتزج

يا حالة النقص ما عنّي الكمالُ نأى ... ونفحة المسك في ضمن الدم اللزج

وكلّ شيء له وقت يكون به ... فلا تكن في القضايا غيرَ مبتهج

وحُكمُ ربك فاصبر في الوجود له ... فإن حجَّتَه تعلو على الحجج

<<  <  ج: ص:  >  >>