للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيا أهلَ وُدِّى، هل لمن بانَ عنكمُ ... إلى عَوْدةٍ في مِثْلِ مَا كَانَ شَافِعُ

فَلِي بعدَكم شوقٌ أثار تأسُّفا ... يًصغِّر عندي كلَّ مَا أنَا صَانِعُ

فما بكثيرٍ قَرْعُ سِنِّى لأَجْلِهِ ... ولا بِعظِيمٍ أنْ تُعَضَّ الأصابعُ

عليكم سلامٌ تَقْتَفِيه سَلاَمَةٌ ... لَهُ تَبَعٌ أمْيَالُهَا وطَلائِعُ

سلامٌ كأنفاسِ الرِّياضِ تَفَتَّحَتْ ... مِن النَّوْرِ في أبْرَادِهِنَّ وَشَائِعُ

وقال ابن القيم رحمه الله في جوَاب المُثِيْبِ لِصِفاتِ الله إذَا سَأَلَه اللهُ تعالى يَوْمَ القِيَامَة:

والآخرون أتوْا بما قد قاله ... من غير تحريف ولا كتمان

قالوا تلقينا عقيدتنا عن الـ ... ـوحيين بالأخبار والقرآن

فالحكم ما حكما به لا رأى أهـ ... ـل الاختلاف وظن ذي الحسبان

آراؤهم أحداث هذا الدين نا ... قضة لأصل طهارة الإيمان

آراؤهم ريح المقاعد أين تلـ ... ـك الريح من روْح ومن ريحان

قالوا وأنت رقيبنا وشهيدنا ... من فوق عرشك يا عظيم الشان

إنا أبيْنا أن ندين ببدعة ... وضلالة أَوْ إفْكِ ذي بهتان

لكن بما قد قلته أو قاله ... من قد أتانا عنك بالفرقان

وكذاك فارقناهمُ حين احتيا ... ج الناس للأنصار والأعوان

كيلا نصير مصيرهم في يومنا ... هذا ونطمع منك بالغفران

فمن الذي منا أحق بأمنة ... فاختر لنفسك يا أخا العرفان

لا بد أن نلقاه نحن وأنتمُ ... في موقف العرض العظيم الشان

وهناك يسألنا جميعًا ربنا ... ولديه قطعًا نحن مختصمان

فنقول قلت كذا وقال نبينا ... أيضًا كذا فإمامنا الوحيان

فافعل بنا ما أنت أهل بعد ذا ... نحن العبيد وأنت ذو الإحسان

أفتقدرون على جواب مثل ذا ... أم تعدلون على جواب ثان

<<  <  ج: ص:  >  >>