للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَجيءَ يَومَئِذٍ بالنارِ تَسْحَبُهَا ... خُزَّانُهَا فأَهَالَتْ كُلَّ مَنْ نَظَرا

لهَا زَفِيرٌ شَدِيدٌ مِن تَغَيُّظِهَا ... عَلَى العُصاةِ وتَرْمِي نَحْوَهُمْ شَرَرَا

وَيُرسلُ اللهُ صُحْفَ الخَلْقِ حَاوِيةً ... أَعْمَالَهُمْ كُلُّ شَيءٍ جَلَّ أَو صَغُرَا

فَمَنْ تَلَقْتُه بِالْيُمْنى صَحَيِفَتُهُ ... فَهُوَ السَّعيدُ الذي بالفوزِ قَدْ ظَفَرَا

وَمنْ يكُنْ باليدِ اليُسْرى تَنَاوَلَهَا ... دَعَا ثُبُورًا وَلِلنّيرانِ قَدْ حُشِرَا

وَوَزْنُ أعْمَالِهم حَقًا فإنْ ثَقُلَتْ ... بالخَيرِ فازَ، وإنْ خَفَّتّ فَقَدْ خَسِرَا

وأن بالمثل تُجْزَى السَّيئَاتُ كَمَا ... يَكُونَ في الحَسَناتِ الضِّعْفُ قَدْ وَفَرا

وَكُلُّ ذَنْبَ سِوَى الإِشراكِ يَغْفَرُهُ ... رَبِي لمن شَاء ولَيسَ الشِرِكُ مُغْتَفَرَا

وَجنةُ الخُلْدِ لا تَفْنَى وسَاكِنُها ... مُخَلَّدُ ليسَ يَخْشَى الموتَ والكِبرَا

أَعَدَّها اللهُ دَارًا لِلْخُلودِ لِمَنْ ... يَخْشَى الإِلهَ ولِلنّعْماءِ قَدْ شَكَرَا

وَينظرون إِلى وَجْهِ الإِلهِ بِها ... كَما يَرى الناسُ شَمْسَ الظَهُرْ والقَمَرا

كذلكَ النَارُ لا تَفْنَى وسَاكَنُها ... أَعَدَّهَا اللهُ مَولاَنا لِمَنْ كَفَرَا

ولا يُخَلَّدُ فِيهَا مَنْ يُوَحِّدُهُ ... ولو بِسَفْكِ دَمِ المعَصُوم قَدْ فَجَرَا ...

وكم يُنَجِّي إِلِهي بالشفاعَةِ مِنْ ... خَيرِ البَرَِّيِة مِنْ عَاصٍَ بهَا سُجِرَا

انْتَهَى

اللَّهُمَّ أيقَظنا مِن نَوم الغَفْلَةِ، ونَبِّهْنَا لاغتَنامِ أوقاتِ المُهْلَةِ، وَوَفِقّنَا لِمَصَالِحنا، واعْصْمِنَا مِنْ قَبَائِحنا وذُنُوبِنَا، ولا تؤاخِذْنَا بِمَا انْطَوتْ عليه ضمائِرنا وَأكَنَّتْهُ سَرَائِرَنَا، واغفِر لَنَا وِلَوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يَا أَرحَم الراحمين وَصلِّ الله عَلَى محمد وعَلَى آله وصحبه أجمعين.

آخر:

وفي الناسِ مَن ظُلْمُ الوَرى عادةٌ لهَ ... ويَنْشُرُ أَعْذَارًا بِهَا يَتَأوَّلُ

جَرِيءٌ عَلَى أَكْلِ الحَرامِ ويَدَّعِي ... بِأنَّ له فِي حِلَّ ذَلِكَ مَحْمَلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>