للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَصِحُّ أَقْوَالُ أَقْوَامٍ بِوَصْفِهِمْ ... وفي القُلُوبِ إِذا كَشَّفَتْهَا مَرَضُ

والناسُ في غَفْلَةٍ عَمَّا يُرَادُ بِهِم ... وَكُلُهُمُ عن جَدِيدِ الأَرْضِ مُنْقَرِضُ

والحَادِثَاتُ بِهَا الأَقْدَارُ جَارِيَةٌ ... وَالمَرْءُ مُرْتَفِعٌ فِيهَا وَمُنْخَفِضُ

يَا لَيتَ شِعْرِي وَقَدْ جَدَّ الرَّحِيلُ بِنَا ... حَتَّى مَتَى نَحْنُ في الغِرَّاتِ نَرْتَكِضُ

نَفْسُ الحِكِيمِ إِلى الخيرَاتِ سَاكِنَةٌ ... وَقَلْبُه مِن دَوَاعِي الشَّرِ مُنْقَبِضُ

اصْبِرْ عَلَى الحَقِ تَسْتَعْذِبْ مَغَبَّتَهُ ... والصبرُ لِلْحَقِ أَحْيانًا لَهُ مَضَضُ

وما اسْتَرَبْتَ فكُنْ وَقَّافَةً حَذِرًا ... قد يُبْرَمُ الأَمرُ أَحْيَانًا فَيَنْتَقِضُ

انْتَهَى

شعرًا مقولا عَلَى لسان حال الدنيا فيه عِبَر ومواعظ:

مَنْ لَيسَ بالبَاكِي ولا المُتَباكي ... لِقَبيحِ ما يَأتي فَلَيس بِزَاكِ

نادَتْ بِيَ الدُّنيا فقلْتُ لَها: أقْصِري ... مَا عُدَّ في الأكياسِ مَنْ لَبَّاكِ

ولَمَّا صفَا عنْدَ الآلهِ ولا دَنَا ... مِنهُ امْرُؤٌ صافَاكِ أو دَاناكِ

ما زِلْتِ خادِعَتِي بِبَرْقٍ خُلَّبٍ ... ولو اهْتَديتُ لَما انْخَدَعْتُ لِذَاكِ

قالَتْ أَغَرَّكَ مِن جَناحِكَ طُولُهُ ... وكَأنْ بِهِ قَدْ قُصَّ في أشْراكِي

تَالله ما في الأَرْضِ مَوضِعُ راحَةٍ ... إِلاّ وقَد نُصِبَتْ عَلَيهِ شِباكي

طِرْ كَيفَ شِئْتَ فأنْتَ فيها وَاقِعٌ ... عَانٍ بِهَا لا يُرتَجَى لِفَكاكِ

<<  <  ج: ص:  >  >>