للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آخر:

وَكُلُّ مَنْ نَامَ بِلَيْلِ الشَّبابْ ... يُوقِظُهُ الدَّهْرُ بِصُبْحِ المَشيبْ

يَا رَاكِبَ العَجْزِ أَلا نَهْضَةٌ ... قد ضَيَّقَ الدَّهْرُ عَلَيكَ المَجَالْْ

لا تَحْسِبَنَّ أَنَّ الصِّبَا رَوْضَةٌ ... تَنَامُ فِيهَا تَحْتَ فَيْءِ الظِّلاَلْ

فَالعَيشُ نَومٌ والرَّدَى يَقْظَةٌ ... وَالمَرءُ مَا بَيْنَهُمَا كَالخَيَالْ

وَالعُمر قَدْ مَرّ كَمرِّ السَّحَابْ ... والمُلْتَقَى بالله عَمَّا قَرِيب

وَأَنْتَ مَخْدُوعٌ بِلَمْعِ السَّرَابْ ... تَحْسَبُهُ مَاءً ولاَ تَسْتَرِيبْ

فَكُلُّ مَنْ يَرْجُو سِوَى الله خَابْ ... وإنَّمَا الفَوزُ لِعَبدٍ مُنِيبْ

يَسْتَقْبِلُ الرُّجْعى بِصِدْقِ الْمَتَابْ ... وَيَرقُبُ الله الشَّهِيدَ القَرِيبْ

يَا حَسرَتَا مَرَّ الصِّبَا وانْقَضَى ... وأَقْبَلَ الشَّيْبُ يَقُصُّ الأَثَرْ

وا خَجْلَتا وَالرَّحْلُ قَدْ قُوِّضَا ... وَمَا بَقِي في الخُبْرِ غَيْرُ الخَبَرْ

وَلَيتَنِي لَوْ كُنْتُ فِيمَا مَضَى ... أدَّخِرُ الزَّادَ لِطُولِ السَّفَرْ

قَدْ حَانَ مِن رَكْبِ التَّصَابِي إِيابْ ... ورَائِدُ الرُشْدِ أَطَالَ المَغِيبْ

انْتَهَى

آخر:

هذه قصيدة عظيمة وعظية تزعجُكَ عن الدنيا وتزهدك فيها إن كنت صَاحِب عقل

قَطَّعْتُ مِنْكِ حَبائِل الآمَالِ ... وَحَطَطْتُ عَنْ ظَهَرِ المَطِي رِحالي

وَيَئسِتُ أنْ أَبقَى لشيء نِلتُ مِمّا ... فيكِ، يَا دُنيا، وَأَنْ يَبقَى لِي ...

فَوَجَدْتُ بَرْدَ اليّأسِ بَيْنَ جَوانحِي، ... وَأَرَحْتُ مِنْ حِلِّي وَمِنْ تَرْحَالِي

وَلَئِنْ بَئِسْتُ، لَرُبّ بَرْقَةِ خُلّبِ ... بَرَقَتْ لذي طَمَعٍ، وَبَرْقَةِ آل

<<  <  ج: ص:  >  >>