للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَا كانَ أَشأمَ، إِذْ رَجاؤكِ قاتلي، ... وَبَناتُ وَعْدِكِ يَعْتَلِجْنَ بِبَالِي

فَالآن، يا دُنيا، عَرَفَتُكِ فاذهبِي، ... يَا دَار كُلّ تَشَتَتٍ وَزَوَالِ

وَالآنَ صَارَ لِي الزَّمَانُ مُؤدِّبًا، ... فَغَدَا عَليّ وَرَاحَ بِالأَمْثَالِ

وَالآنَ أَبصَرْتُ السَبيلَ إِلى الهُدَى، ... وَتَفَرَّغَتْ هِمَمِيْ عَنْ الأَشْغَالِ

وَلَقَدْ أَقَامَ لِي المَشِيبُ نُعَاتَهُ، ... يُفْضِي إِلي بِمَفْرقٍ وَقذَالِ

وَلَقَدْ رأَيْتُ المَوْتَ يُبْرِقُ سَيْفَهُ ... بِيَدِ المَنيَّةِ: حَيثُ كنتُ، حِيالِي

وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُرَى الحَياتِ تَخَرَّمَتْ، ... وَلَقَدْ تَصَدّى الوَارِثُونَ لِمَالِي

وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى الفَنَاءِ أَدَّلةً، ... فِيْمَا تَنَكّرَ مِنْ تَصَرفِ حَالِي

وَإِذَا اعتَبْرتُ رَأيتُ خَطْبَ حوادِثٍ ... يَجريْنَ بِالأَرْزَاقِ، وَالآجَالِ

وَإِذَا تَنَاسبتِ الرّجالُ، فما أَرَى ... نَسَبًا يُقاسُ بصالِحِ الأَعْمالِ

وَإِذَا بحَثْتُ عَنِ التَّقِيِّ وَجَدْتُهُ ... رَجُلاً، يُصَدِّقُ قَوْلَهُ بِفعَالِ

وَإِذَا اتْقَى اللهَ امْرُؤٌ، وَأَطَاعَهُ، ... فَيَداهُ بَيْنَ مَكَارِمٍ وَمعَالِ

وَعَلَى التَّقِيِّ، إِذَا تَرَسّخَ فِي التُّقَى، ... تَاجَانِ، تَاجُ سَكينَةٍ، وَجَلالِ

وَاللَّيْلُ يَذْهَبُ وَالنَّهارُ، تَعَاوُرًا ... بِالخَلْقِ في الإِدْبارِ، وَالإِقبالِ

وَبِحَسْبِ مَنْ تُنْعَى إِلَيهِ نَفْسُهُ ... مِنْهُ بِأَيَّامٍ خَلَتْ، وَلَيَالِ

اضْرِبْ بِطَرْفِكَ حَيْثُ شِئْتَ فأَنْتَ فِي ... عِبَرٍ لَهُنَّ تَدَارُكٌ، وَتَوَالِ

يَبكِي الجَديدُ وَأَنْتَ فِي تَجْديدِه، ... وَجَميعُ مَا جَدَّدْتَ منهُ، فَبَالِ

يَا أيّها البَطِرُ الذي هو في غَدٍ، ... في قَبْرِهِ، مُتَفَرِّقُ الأَوْصالِ

حَذَفَ المُنَى عَنهُ المُشَمِّرُ في الهُدى، ... وَأَرَى مُنَاكَ طَويلَةَ الأَذْيَالِ

وَلَقَلّ مَا تَلْقَى أَغَرَّ لِنَفْسِهِ ... مِنْ لاَعِبٍ مَرحٍ بها، مُختالِ

يا تاجِرَ الغَيَّ الُمضِرَّ بِرُشْدِهِ، ... حَتَّى مَتَى بالغَيَّ أنْتَ تُغَالِي

الحَمْدُ للهِ الحَميدِ بِمَنّهِ ... خَسِرَتْ، وَلم يَرْبَحْ يَدُ البَطَّالِ

للهِ يَوْمٌ تَقْشَعِرَّ جُلُودُهُمْ، ... وَتَشِيبُ مِنْه ذَوَائِبُ الأطْفالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>