للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَتَّى تَصِيْرَ إِذَا إرَادَتٌ كَذا ... حَتَّى تَصِيْرَ عَزَائِمُ الأفعالِ

وَيَظَلُّ يَسْقِيهَا وَيُدْمِنُ سَقْيها ... حَتَّى تُغِلَّ بَأَخْبَثِ الأَعْمالِ

هَيْهَاتَ إِنَّ الدَّفعَ وهي خَوَاطِرٌ ... لَوْ كَانَ ذَاكَ بِأَيسرِ الأَحْوَالِ

فَهُنَاكَ يَصْعُب دَفْعُها مِن بَعدِ أن ... صَارَتْ هُنَاكَ إِرَادَةَ الأَعمالِ

وَهُو المفرِّطُ حَيْثُ كَانَتْ خَاطِرًا ... شَيْئًا ضَعِيفًا غَيْرَ ذِي إحْمَالِ

مِثلَ الشرارة هانَ مِنها بدؤُها ... والشأْنُ كلُّ الشأْنِ في الإِهمالِ

حَتَّى إذَا عَلقتْ هَشِيمًا يَابسًا ... وتمكَّنتْ مِنْ ذَاكِ بِالإِشعالِ

عَجَز المفرِّطُ بعدُ عنْ إطفائِها ... يَا خَيْبَةَ المتَكَاسِلِ البَطَّالِ

* * *

فإذا أَردتَ طريقةً في حِفْظِها ... إذ كُنْتَ ذا حِرْصٍ وَذَا إِقبالِ

فاسمعْ إِذَن أَسْبَابَ موصلةً إلى ... تلكَ الطريقِ بِأَوضحِ الأَقوالِ

عِلْمٌ بربكَ جازمٌ مِنْ أَنَّه ... بِالاطلاعِ ولَيْسَ ذَا إهمالِ

لِلْقَلْبِ بالنظرِ الذِي هو وصفُه ... والعلمِ بالخطراتِ في الأَحوالِ

وكذا الحَياء مِنَ الإِله فإنَّهُ ... سَبَبٌ لَهَا بِالحفظِ والإِكمالِ

وكذاكَ إِجلالٌ لَهُ مِنْ أنْ يُرَى ... في بيتِه المخلوقِ للإِجلالِ

كالحبِّ والتعظيمِ جَلَّ جلالُه ... تلكَ الخَواطِرُ تَحضُّ بالأغلالِ

وكذاكَ إيثارٌ لَهُ سُبْحانَه ... وهُوَ الغَنيُّ فَجَلَّ عنْ أَمثالِ

عَنْ أَنْ يُسَاكنَ قلبَكَ المَربُوبَ غير ... الحُب للمعبودِ ذِي الإِفْضَالِ

فَتَظَلَّ تَسْتَعِرُ اسْتِعَارًا يَأْكلُ الإ ... يْمَانَ مِنْ حُبٍّ وَمِنْ إِجلالِ

مَعَ كُلِّ ما فِي القلبِ مِنْ خَيْرٍ فَيَذْ ... هَبُ جُمْلَةً وَالعَبْدُ في إِغْفالِ

وكَذَا مِنَ الأَسبابِ عِلْمُكَ إِنَّمَا ... تِلكَ الخَواطِرُ غَيْرُ ذِي إِشكالِ

كالحَبِّ يُلقَى لِلطُّيُورِ لِصَيْدِهَا ... والعَبْدُ مَقْصُودًا لِذِي الأَحبالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>