للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِتَوَبَةِ عَبْدِهِ مِمَّا جَنَاهُ ... ويَسْخَطُ إنْ جَنَى سُوءَ الفِعالِ

ومُنْتَقِمٌ بِمَا قَدْ شَاءَ مِمَّنْ ... تَعَدَّى واعْتَدَى مِنْ كُلِّ غَالِ ...

ويَرحَمُ مَن يَشاءُ بِغَيرِ كَيفٍ ... يُحِبُّ المُحْسِنِين ذَوِي النَّوالِ

ويَغْضَبُ رَبُّنا وكَذَاكَ يَرضَى ... وأَفْعَالُ الإِلهِ مِنَ الكَمَالِ

ويَخْلُقُ رَبُّنا ويَجِي ويَأْتِي ... بلا كَيفٍ ويَرْزُقُ ذُو التَّعالِي

ويَنْزِلُ رَبُّنا مِنْ غَيرِ كَيفٍ ... ويَهْبِطُ ذُو المَعَارِجِ والجَلالِ

ويَقْهَرُ رَبُّنا ويُرَى تَعالَى ... وذِي الأوصافِ أمْثِلةُ الفِعَالِ

ولسْنَا كالذينَ تَأَوَّلُوهَا ... بِأَنواعٍ مِن القَولِ المُحَالِ

ولَكِنَّا سنُجْرِيهَا كَمَا قَدْ ... أَتَى في النَّصِّ والسُّوَرِ العَوالِي

وأَهْلُ البَغْيِ مِنْ بَطْرٍ وغَيٍّ ... يُسَمُّونَ الصِّفاتِ لِذِى الكَمالِ

حُلُولَ حَوادِثٍ بَغْيًا وقَصْدًا ... لِتَنْفِيرِ الوَرَى عَنِ ذِى الفِعَالِ

ومِمَّا قَالَ فيما كَانَ أَمْلَى ... وذَاتًا عن جِهَاتِ السِّتِ خَالِ

تَعَالى اللهُ عَمَّا قَالَ هَذا ... فَذَا قَولٌ لأَربابِ الضَّلالِ

فإنَّ الله مِن غَيرِ امْتِرَاءٍ ... على السَّبعِ العُلى والعَرشِ عَالِ

على العَرْشِ اسْتَوى مِن غَيرِ كَيفٍ ... فإنَّ الله جَلَّ عَنِ المِثَالِ

وعَنْهَا بَايِنٌ ولَهُ تَعالى ... عُلوُّ الذَّاتِ مِنْ فَوقِ العَوالي

وقَهْرٌ لِلْخَلائِقِ والبَرايَا ... وقَدْرٌ والكَمَالُ لِذِى الجَمَالِ

ومَعْنَىً بَاطِلٌ لا شَكَّ فِيهِ ... ومِنْهِ اغْترَّ أربابُ الضَّلالِ

ولابْنِ القَّيِّمِ الثِّقةِ المُزَكَّى ... بإتْقَانٍ وحِفْظٍ واحْتِفَالِ

كَلامٌ في البَدَائعِ مُسْتَبِينٌ ... بِتَفْصِلِ لِلَيلِ الشَّكِّ جَالِ

ويَعْسُرُ نَظْمُ ما قَد قَالَ فيها ... مِن التَّفصيلِ في هذَا المَجَال

فَقَوَّى قَولَ أهلِ الحقِّ فيه ... وأَوهَى قَولَ أَهْلِ الاعتزَال

فَرَاجِعْهُ تَجْدْ قَولاً سدِيدًا ... مُفِيدًا شَافيًا سَهْلَ المَنَالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>