للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأتاحَ لِي رَبُّ العِبادِ بِفَضْلِهِ ... رَجُلاً يَرَى فَرْضًا هِدَايَةَ مُهْتَدِ

قال اقْصُدِي نَجْدًا بِهَا أهْلٌ لَهَا ... لَمْ تَسْمَعِي مُنْهِمُ نِدَا يَا سَيّدِي ...

فَقَدِمْتُهَا وارْتَحْتُ في عَرَصَاتِهَا ... جَذْلاَنةً مِن بَعْدِ قَطْعِ الفَدْفَدِ

فِيهَا أُنَاسٌ كَانَ مِن دَيدَانِهِمْ ... حُبُّ الرَّسُولِ وحُبُّ كُل مُوَحّدِ

لَمْ يُشْرِكُوا بِاللهِ شَيئًا إنَّمَا ... فُطُرِوا عَلَى التَّوحِيدِ مُذْ رَضَعُوا الثَّدِي

ويَرَونَ أنَّ مِن الضَّلاَلِةَ مَنْ يَزُرْ ... قَبْرًا لِيَسْألَهُ الشَّفَاعَةَ في غَدِ

أو جَلْب مَنْفَعَةٍ وَدَفْع مَضَرَّةِ ... هَذَا لَعَمْري في الجَحِيم مُخَلَّدِ

ويَرُونَ مَنعَ مُسَافِرٍ لِديَارِ أهْـ ... ـل الشرْكِ لِلسَّكْنَى ولِلْمُتَردِّدِ

بَلْ قَرَّرُوا بأدَلَّةٍ معْلُومَةٍ ... حَتَّى يُصَرِّحَ بالعَداوَةِ يَبْتَدِي

فِيهَا ذوو الإشْرَاكِ مَعَ زَوجَاتِهمْ ... والقَلْبُ يُبْغِضُهُمْ بِغَيرِ تَوَدُّدِ

أوَلَيسَ قَدْ نَفَتِ المُجَادِلُ عَنْهُم الْـ ... إِيمانَ يَا مَنْ يَسْتَفِيقُ ويَهْتَدِي

هَذَا وَكْم مِنْ آيةٍ نَزَلَتْ بِذَا ... أو مِن حَدِيثٍ قَدْ أتانَا مُسْنَدِ

هي في الوَرَى مَشْهُورَةٌ مَعْلُومَةٌ ... إلاَّ عَلَى أَعْمَى البَصِيرَةِ مُفْسِدِ

أو مَنْ يُقَلِّدُ في الأُصُولِ مَشَائِخًا ... كَانُوا رَمَادًا في القُبُورِ الهُمَّدِ

في جِيدِه غِلٌ مِن التَّقْلِيدِ لاَ ... يَلْوِي عَلَى نَصٍّ صَرِيحٍ مُرْشِدِ

ويَرَونَ مَعْ تَجْرِيدِهِم تَوحَيدَهُ ... تَجرِيدُ سُنَّةِ ذِي الفَضائِلِ أحْمَدِ

مثلاً زمان كلِّ نوعٍ منهما ... لِقسِيمِهِ شَرطٌ بِذا فَتَقَيَّدِ

هَذِي عَقَيدَتُهُم تَلَقَّوهَا عَن الـ ... ـحبْرِ التَّقِي الشَّيخِ أطْيَبِ مَحْتَدِ

ذِي المَنْقَباتِ الغُرِّ والشِّيَمِ التِي ... يَفْنَى الزَّمَانُ وذِكْرُهَا لَمْ يَنْفَدِ

دَرَجُوا عَلَى هَذَا جَمِيعًا مَا بِهِم ... مَنْ شَذَّ عَن هَذَا السَّبِيلِ الأوحَدِ

فأجَبْتُهَا إنَّ الذِين عَهِدُتُ فِي ... أقْطَارِ نَجْدٍ في الزمانِ الأبْتَدِ

قَدْ أقْفَرتْ مِنهمُ دِيَارٌ بَعْدَمَا ... عَمَرَتْ بِهِم فالرَّبْعُ صَافِي المورِدِ

بِالله قُومِي فانْدبُي زَمَنًا مَضَى ... واذرِي الدُّموعَ الجامِدَات وبَدِّدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>