للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسَعْدٌ فأضْحَوْا في الجِنَانِ وأوحَشَتْ ... مَنَازِلُهُمْ والأرْضُ منهم بَلاقِعُ

وَفَوْا يَوْمَ بَدْرٍ لِلْرَّسُوْلِ وفوقهُمْ ... ظِلاَلُ المَنَايَا والسُيُوف اللَّوامِعُ

دَعَا فأجَابُوهُ بِحَقٍ وكُلُّهُمْ ... مُطِيْعٌ لَهُ في كل أمْرٍ وَسَامِعُ

فَمَا بَدَّلُوْا حَتَّى تَوافَوْا جَمَاعَةٍ ... ولا يقْطَعُ الآجَال إلاَّ المَصَارِعُ

لأنَّهم يَرجُونَ مِنْهُ شَفَاعةً ... إذَا لَمْ يَكُنْ إلاَّ النَّبِيّيْنَ شَافِعُ

وذلِكَ يَا خَيْرَ العِبَادِ بَلاَؤُنَا ... ومَشْهَدُنَا فِي الله والموت نَافِعُ

لَنَا القَدَمُ الأوْلَى إليْكَ وخَلْفُنَا ... لأوَّلِنَا فِي طَاعَةِ اللهِ تَابِعُ

ونَعْلَمُ أنَّ المُلْكَ للهِ وَحْدَهُ ... وأنَّ قضَاءَ اللهِ لاَبُدَّ وَاقِعُ

وقال - رضي الله عنه - في يوم أُحُد:

وقُلْ إنْ يَكُنْ يَومٌ بأُحْدٍ يَعُدُّهُ ... سَفِيْهٌ فإنَّ الحَقَّ سَوْفَ يَشِيْعُ

وقَدْ ضَارَبَتْ فِيْهِ بَنُو الأوْسِ كُلُهُمْ ... وكَانَ لَهُمْ ذِكْرٌ هُنَاكَ رَفِيْعُ

وحَامَى بَنُو النَّجَارِ فيهِ وضَارَبُوا ... ومَا كَانَ مِنهُم في اللِّقَاءِ جزوعُ

أمَامَ رَسُولِ اللهِ لاَ يَخُذُلُوْنَهُ ... لَهُمْ ناصِرٌ من رَبِّهمْ وشَفِيْعُ

بأيْمَانِهِمْ بِيْضٌ إذَا حَمِىَ الوَغَى ... فَلابُدَّ أنْ يَرْدى بِهنَّ صَرِيْعُ

كَمَا غَادَرَت في النَّقْعِ عُثمانَ ثَاوِيًا ... وسَعْدًا صَرِيعًا والوَشِيْجُ شُرُوْعُ

وقَدْ غَادَرَتْ تَحْتَ العَجَاجَةِ مُسْنَدًا ... أُبَيًا وقَدْ بَلَّ القمِيْصِ نَجِيْعُ

بِكَفِّ رسُولِ الله حَتَّى تَلَفَّفَتْ ... عَلَى القَومِ مِمَّا قَدْ يُثِرْنَ نُقُوْعُ

أُوْلئِكَ قَوْمِي سَادَةٌ مِنْ فُروعهِمْ ... ومِن كُلِّ قَومٍ سَادَةٌ وفُروْعُ ...

بِهِنَّ يُعِزُّ اللهُ حِيْنَ يُعِزُّنَا ... وإنْ كَانَ أمْرٌ يَا سَخِيْنُ فَظِيْعُ

فإن تذكروا قتلى وحمزة فيهمُ ... قتيل ثوى لله وهو مطيع

فإنَّ جِنَانَ الخُلْدِ مَنْزِلُهُ بِهَا ... وَأمْرُ الذِيْ يَقْضِي الأُمْورَ سَرِيْعُ

وقَتْلاَكُمُ في النارِ أفْضَلُ رِزْقِهِم ... حَمِيْمٌ مَعًا في جَوْفِهَا وضَرِيْعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>