للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَذّوُو المَنابِرِ وَالْعَساكِرِ وَالدسَّا ... كِرِ وَالمَحاضِرِ وَالمدَائِنِ وَالْقُرى

وَذَوُوا المَواكِبِ والمَراكِبِ والكَتا ... ئِبِ وَالنَّجِائِبِ وَالمَراتِبِ في الْعُلى

أفْنَاهُمُ مَلِكُ الملُوكِ فأَصْبَحوا ... ما مِنْهُمُ أَحَدٌ يُحَسُّ وَلا يُرى

وَهُوَ الْخَفيُّ الظاهِرُ المَلِكُ الَّذي ... هُوَ لَمْ يَزَلْ مَلكًا على الْعَرْشِ اسْتَوى

وَهُوَ المُقَدِّرُ وَالمُدَبِّرُ خَلْقَهُ ... وَهُوَ الَّذي في المُلْكِ لَيْسَ لَهُ سِوى

وَهُوَ الَّذي يَقْضي بِما هُوَ أَهْلُهُ ... فينَا وَلا يُقْضى عَلَيْهِ إذا قَضى

وَهُوَ الَّذي بَعَثَ النَّبِيَّ مُحَمَّدًا ... صَلَّى الإِلهُ عَلى النَّبِيِّ المُصْطَفى

وَهُوَ الَّذي أَنْجِى وَأَنْقَذَنَا بِهِ ... بَعْدَ الضلاَّلِ منَ الضَّلالِ إلى الْهُدى

حَتى مَتى لا تَرْعَوي يا صاحِبي ... حَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإلى مَتى

وَاللَّيْلُ يَذْهَبُ وَالْنَّهارُ وَفيهِما ... عِبَرٌ تَمُرُّ وَفِكْرَةٌ لأُولي النُّهى

حَتى مَتى تَبْغي عِمارَةَ مَنْزِلٍ ... لا تأْمَنُ الرَّوْعاتِ فيهِ وَلا الأَذى

يا مَعْشَرَ الأَمْواتِ يا ضيفانَ تُرْ ... بِ الأَرْضِ كَيْفَ وَجَدْتمُ طَعْمَ الثُّرى

أَهْلَ الْقُبورِ مَحا التُّرابُ وُجوهكُمْ ... أهْلَ الْقُبورِ تَغَيَّرَتْ تِلْكَ الْحُلى

أَهْلَ الْقُبورِ كَفى بِنَأْيِ دِيارِكُمْ ... إنَّ الدِّيارَ بِكُمْ لشَاحِطَةُ النَّوى

أَهْلَ الْقُبورِ لا تَواصُلَ بَيْنَكُمْ ... مَنْ ماتَ أصْبَحَ حَبْلُهُ رَثَّ الْقُوَى

كَمْ مِنْ أَخٍ ليَ قَدْ وَقَفْتُ بِقَبْرِهِ ... فَدَعَوْتُهُ للهِ دَرُّكَ مِنْ فَتى

أأُخَيَّ لَمْ يقِكَ المَنيَّةَ إِذْ أَتت ... ما كانَ أَطْعَمَكَ الطَّبيبُ وَما سَقى

أَأُخَيَّ لَمْ تُغْنِ التَّمائِمُ عَنْكَ ما ... قَدْ كُنْتُ أحْذَرُهُ عَلَيْكَ وَلا الرُّقى

أَأُخَيَّ كَيْفَ وَجَدْتَ مَسَّ خُشونَةِ الْـ ... ـمَأوى وَكَيْفَ وَجَدْتَ ضيقَ المُتَّكا

قَدْ كُنْتُ أفُرَقُ مِنْ فرِاقِكَ سالِمًا ... فَأَجَلُّ منْهُ فِراقُ دائِرَةِ الرَّدى

فَالْيَوْمَ حُقَّ لِيَ التَّوَجُّعُ إِذْ جَرى ... قَدَرُ الإِلهِ عَلَيَّ فيكَ بِما جَرى

تَبْكيكَ عَيْني ثُمَّ قَلْبي حَسْرَةً ... وَتَقَطُّعًا مِنْهُ عَلَيْكَ إذا بَكى

<<  <  ج: ص:  >  >>