للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا:

ألاَ مَنْ لنَفْسٍ في الهَوَى قد تَمَادَتِ ... إذا قُلْتُ قَدْ مالَتْ عن الجهل عَادِتِ

وحَسْبُ امْرِئ شَرًّا بِإهمالِ نَفْسِهِ ... وإمْكانِها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أرادَتِ

تَزاهَدْتُ في الْدُّنْيا وإنِّي لَراغِبٌ ... أرى رَغْبَتي مَمْزوجَةً بِزَاهادَتي

وَعَوَّدْتُ نَفْسي عادَةً فَلَزِمْتُها ... أراهُ عَظيمًا أنْ أُفارِقَ عادَتي

إِرادَةُ مَدْخولٍ وعَقْلُ مُقَصِّرٍ ... ولَوْ صَحَّ لي عَقْلي لَصَحَّتْ أرادَتِي

ولَوْ طابَ لي غَرْسي لَطابَتْ ثِمارُهُ ... ولَوْ صَحَّ لي غَيْبي لَصَحَّتْ شَهادَتي

أيا نَفْسُ ما الدُّنْيا بِأَهْلٍ لِحُبِّها ... دَعِيها لأَقْوامٍ علَيْها تَعادَتِ

أَلا قَلَّما تَبْقْى نُفوسٌ لأَهْلِهِا ... إِذا رَاوَحَتْهُنَّ الْمَنايا وغادَتِ

أَلا كُلُّ نَفْسٍ طالَ في الْغَيِّ عُمْرُها ... تَموتُ وإِنْ كانَتْ عَنِ الْمَوْتِ حادَتِ

ألا أيْنَ مَنْ ولى بِهِ اللَّهْوُ والصِّبا ... وأيْنَ قُرونٌ قَبْلُ كانَتْ فَبادَتٍ

كأَنْ لمْ أكُنْ شَيْئًا إِذا صِرْتُ في الثَّرى ... وصارَ مِهادي رَضْرَضًا وَوِسادَتي ...

وما مَلْجَأٌ لي غَيْر مَنْ أنا عَبْدُهُ ... إلى اللهِ رَبِّي شِقْوَتي وَسعادَتي

* * *

وقال رحمه الله:

سَلامٌ على قبْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ... نَبِيِّ الْهُدى والْمُصْطَفى والْمُؤَيَّدِ

نَبيّ هَدانا اللهُ بَعْدَ ضَلالَةِ ... بِهِ، لَمْ نَكُنْ نَوْلا هُداهُ لِنَهْتَدي

فكانَ رَسولُ اللهِ مِفْتَاحَ رَحْمَةٍ ... مِنَ اللهِ أهْداها لِكُلِّ مُوَحِّدِ

وكانَ رَسولُ اللهِ أفْضَل مَنْ مَشى ... عَلى الأَرْضِ إِلا أنَّهُ لمْ يُخَلَّدِ

شَهِدْتُ عَلى أنْ لا نُبُوَّةَ بَعْدَهُ ... وَأنْ لَيْسَ حَيٌّ بَعْدَهُ بِمُخَلَّدِ

وأنَّ الْبِلى يَأْتي عَلى كُلِّ جِدِّةِ ... وَأنَّ المْنَايا لِلْعِبِادِ بِمَرْصِدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>