للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَوْ قَدْ دُعيتَ لَما أَجَبْتَ لما ... تُدْعى لَه فَانْظُرْ لِما تُدْعى

أتُراكَ تُحْصي مَنْ رَأَيْتَ مِنَ الْـ ... أَحْياءِ ثُمَّ رَأَيْتَهُمْ مَوْتى

فَلَتَلْحَقَنَّ بِعَرْصَةِ الْمَوْتى ... وَلَتَنْزِلَنَّ مَحَلَّةَ الْهَلْكى

مَنْ أَصْبَحَتْ دُنْياهُ غايَتَهُ ... فَمَتى يَنالُ الْغايَةَ الْقُصْوى

بِيَدِ الْفَناءِ جَميعُ أَنْفُسِنا ... وَيَدُ البْلىِ فَلَها الَّذِي يُبْنى

لا تَغْتَررْ بِالْحادِثاتِ فَما ... لِلْحادِثاتِ عَلى امْرئٍ بُقْيا

لا تَغْبِطَنَّ أَخَاً بِمَعْصِيَةٍ ... لا تَغْبِطَنْ إلا أَخا التَّقْوى

سُبْحانَ مَنْ لا شَيْء يَعْدِلُهُ ... كمْ مِنْ بَصيرٍ قَلْبُهُ أعْمى

سُبْحانَ مَنْ أعطاك من سعة ... سُبْحانَ مَنْ أعطاك ما أعطى

فَلَئِنْ عَقَلْتَ لَتَشْكُرَنَّ وَإنْ ... تِشْكُرْ فَقَدْ أَغْنى وَقَدْ أَقْنى

وَلَئِنْ بَكَيْتَ لِرْحْلَةٍ عَجِلاً ... نَحْوَ الْقُبورِ فَمِثْلُها أَبْكى

وَلَئِنْ قَنِعْتَ لَتَظْفَرَنَّ بِما ... فيهِ الْغنِى وَالرّاحَةُ الْكُبْرى

وَلَقَلِّ مَنْ تَصْفو خَلائِقُهُ ... وَلَقَلِّ مَنْ يَصْفو لَهُ الْمَحْيا

وَلَرُبَّ مَزْحَةِ صادِقٍ بَرَزَتْ ... في لَفْظَةٍ وَكَأَنَّها أَفْعى

وَالْحَقُّ أَبْلَجُ لا خَفاءَ بِهِ ... مُذْ كانَ يُبْصِرُ نورَهُ الأَعْمى

وَالْمَرْءُ مُسْتَرْعًى أَمانَتَهُ ... فَلْيَرْعَها بِأَصَحِّ ما يُرْعى

وَالرِّزْقُ قَدْ فَرَضَ الإِلهُ لَنا ... مِنْهُ وَنَحْنُ بِجَمْعِهِ نُعْنى

عَجَبًا عَجِبْتُ لِطالِبٍ َذَهَبًا ... يُفْنى وَيَرْفُضُ كُلِّ ما يَبْقى

حَقَاً لَقَدْ سَعِدَتْ وَما شَقِيَتْ ... نَفْسُ امْرِئٍ يَرْضى بِما يُعْطى

وقال رحمه الله تعالى:

أَلاَ للهِ أَنْتَ مَتى تَتوبُ ... وَقَدْ صَبَغَتْ ذَوائِبَكَ الْخُطوبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>