للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضًا:

الْحِرْصُ لُؤْمٌ وَمِثْلَهُ الطَّمَعُ ... ما اجْتَمَعَ الْحِرْصُ قَطُّ وَالْوَرَعُ

لوْ قَنِعَ النَّاسُ بِالْكَفافِ إذًا ... لا تَّسَعوا في الَّذي بِهِ قَنعوا

لِلْمَرْءِ فيما يُقيمُهُ سَعَةٌ ... لكِنْهُ ما يُريدُ ما يَسَعُ

يا حالِبَ الدَّهْرَ دَرَّ أَشْطُرِهِ ... هَلْ لَكَ في ما حاسَبْتَ مُنْتَفَعُ

يا عَجَبَا لامْرِئٍ تُخادِعُهُ ... السَّاعاتُ عَنْ نَفْسِهِ فَيَنْخَدِعُ

عَجِِبْتُ مِنْ آمِنٍ بِمَنْزِلَةٍ ... تَكْثُرُ فيها الْهُمومُ وَالْوَجَعُ

عَجِبْتُ مِنْ مَعْشَرٍ وقَدْ عرفَوا الْـ ... ـحَقُّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَما رَجَعُوْا

النَّاسُ في زَرْعِ نَسْلِهِمْ وَيَدُ الْـ ... ـمَوْتِ بِها حَصْدُ كُلٌّ ما زَرَعُوا

ما شَرَفُ الْمَرْءِ كالْقَناعَةِ وَالصَّـ ... ـبْرِ عَلى كُلِّ حادِثٍ يَقَعُ

لَمْ يَزَلِ الْقانِعونَ أَشْرَفَنا ... يا حَبَّذا الْقانِعونُ ما قَنعوا

لِلْمَرْءِ في كُلِّ طَرْفَةٍ حَدَثٌ ... يُذْهِبُ مِنه ما لَيْسَ يُرْتَجَعُ

مَنْ يَضقِ الصَّبْرُ عنْ مُصِيبَتِهِ ... ضاقَ وَلَمْ يَتَّسِعْ بِهِ الْجَزَعُ

الشَّمْسُ تَنْعاكَ حينَ تَغْرُبُ لَوْ ... تَدْرب وَتَنْعاكَ حينَ تَطَّلِعُ

حَتَّى متى أَنْتَ لاعِبٌ أَشِرٌ ... حَتَّى مَتى أَنْتَ بِالصِّبا وَلِعُ

إنَّ الْمُلوكَ الأُلَى مَضَوْا سَلَفًا ... بادوا جَميعًا وَبادَ ما جَمَعوا

يا ليت شعري عن الذين مضوا ... قبلي إلى الترب ما الذي صنعوا

بُؤْسًا لَهُم أيَّ مَنْزِلٍ نَزَلُوا ... بُؤْسًا لَهُمْ أَيَّ مَوْقِعٍ وَقَعوا

الْحمْدُ للهِ كُلُّ مَنْ سَكَنَ الدُّ ... نْيا فَعْها بِالْمَوْتِ يَنْتَطِعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>