للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولَقَلَّ ما تَرْضى خِصالاً مِنْ أَخٍ ... آخَيْتَهُ إِلاَّ سَخِطتَ خِصالاَ

ولَقَلَّ ما تَسْخو بِخَيْرٍ نَفْسُهُ ... حَتَّى يُقاتِلَها عَلَيْهِ قِتالاَ

أَأُخَيَّ إِنَّ الْمَرْءَ حَيْثُ فِعالُهِ ... فَتَولَّ أحْسَنَ ما يَكونُ فِعالاَ

فَإذا تَحامَى النَّاسُ أَنْ يَتَحَمَّلوا ... لِلْعارِفاتِ فَكُنْ لَها حَمَّالاَ

أَقُصِرْ خُطاكَ عَنِ الْمَطامِعِ عِفَّةً ... عَنْها فإنَّ لَها صَفا زَلالاَ

والْمالُ أوْلى بِاكْتِسابِكَ مُنْفقًا ... أوْ مُمْسِكًا إنْ كانَ ذاكَ حَلالاَ

وإِذا الْحُقوقُ تَواتَرَتْ فَاصْبِرْ لَها ... أبَدًا وَإنْ كانَتْ عَلَيْكَ ثِقَالاَ

فَكَفى بِمُلْتَمِسِ التَّواضُعِ رِفْعَةً ... وكَفى بِمُلْتَمِسِ الْعُلُوِّ سِفَالاَ

أَأُخَيَّ مَنْ عَشِقَ الرئاسَةَ خِفْتُ أنْ ... يَطْغى ويُحْدِثَ بِدْعَة وضَلالاَ

أَأُخَيَّ إِنَّ أمامَنا كُرَبًا لَها ... شَغْبٌ وإِنَّ أَمامَنا أَهْوالاَ

أَأُخَيَّ إنَّ الدَّارَ مُدْبِرَةٌ وإنْ ... كُنَّا نَرى إدْبارَها إقْبالاَ

أَأُخَيَّ لا تَجْعَلْ عَلَيْكَ لِطالِبٍ ... يَتَتَبَّعُ الْعَثَراتِ مِنْكَ مَقَالاَ

فَالْمَرْءُ مَطْلوبٌ بِمُهْجَةِ نَفْسِهِ ... طَلَبًا يُصَرِّفُ حالَهُ أَحْوالاَ

وَالْمَرْءُ لا يَرضى بِشُغْلٍ واحِدٍ ... حَتَّى يُوَلِّدَ شُغْلُهُ أشْغالا

وَلَرُبَّ ذِيْ عُلَقٍ لَهُنَّ حَلاوَةٌ ... سَيَعُدْنَ يَوْمًا ما عَلَيْهِ وَبالاَ

وَأَرى التَّواصُلَ في الْحَياةِ فَلا تَدَعْ ... لأخِيكَ جُهْدَكَ ما حَيِيْتَ وصَالاَ

أَأُخَيَّ إِنَّ الْخَلْقَ في طَبَقَاتِهِِ ... يُمْسي وَيُصْبِحُ لِلإِلهِ عِيالاَ

وَاللهُ أكْرَمُ مَنْ رَجَوْتَ نَوالَهُ ... واللهُ أَعظَم مَنْ يُنِيلُ نَوالاَ ...

مَلِكٌ تَواضَعَتِ الْمُلوكُ لِعِزِّهِ ... وَجلالِهِ سُبْحانَهُ وتَعالى

لا شَيْءَ مِنْهُ أَدَقُّ لطف إِحاطَةٍ ... بالْعالَمينَ ولا أجَلُّ جَلاَلاَ

<<  <  ج: ص:  >  >>