للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنَّ في الْجَنَّةِ لَلرَّوْحَ والرَّ ... يْحانَ والرّاحَةَ والسَّلْسَبيلْ

مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ نالَ الرِّضا ... مِمّا تَمَنّى واسْتَطابَ الْمَقِيلْ

وقال أيضًا:

تَنَكَّبْتُ جَهْلي فاسْترَاحَ ذَوُو عَذْلي ... وأَحْمَدْتُ غِبّ الْعَذْلِ حينَ انْقَضى جَهْلي

وأَصْبَحَ لي في الْمَوْت شُغْلٌ عَنِ الصِّبا ... وفي الْمَوْتِ شُغْلٌ شاغِلٌ لِذَوِي الْعَقْلِ

إذا أنا لَمْ أُشغَلْ بِنَفْسي فَنَفْسُ مَنْ ... مِنَ النّاسِ أَرْجو أَنْ يَكونَ بِها شُغْلي

وإنْ لَمْ يَكُنْ عَقلٌ يَصونُ أمانَتي ... وعرْضي وَدِيني ما حَييتُ فَما فَضلي

أَحِنُّ إلى الدُّنْيا حنِينًا كأَنَّني ... وَلَسْتُ بِها مُسْتَوْفِزًا قَلِقَ الرَّحْلِ

وَمَن ذا عَلَيْها لَيْسَ مُسْتَوْحِشًا بِها ... وَمْغْتَربًا فيها وإنْ كانَ ذا أَهْلِ

سَأمَضْي وَمَنْ بَعْدي فَغَيْرُ مَخَلَّدٍ ... كَما لمْ يُخَلِّدْ بَعْدُ مَنْ قد مَضى قَبلْي

لَعَمْرُكَ ما الدُّنْيا بِدارٍ لأَهْلِها ... ولَوْ عَقَلوا كانُوا جَميعًا عَلى رِجْلِ

وما تَبْحَثُ الساعاتُ إلا عَنِ الْبِلى ... ولا تَنْطَوي الأَيّامُ إِلاّ عَلى ثُكْلِ

وإِنّا لَفي دَارَ الْفِراقِ وَلَنْ تَرى ... بِها أَحَدًا ما عاشَ مُجْتَمِعَ الشَّمْلِ

قال أيضًا:

شَرِهْتُ فَلَسْتُ أَرْضى بِالْقَليلِ ... وَما أنْفَكُّ مِنْ حَدَثٍ جَليلِ

وَما أنْفَكُّ مِنْ أمَلٍ يُعَنى ... وَما أنْفَكُّ مِنْ قالٍ وَقِيلِ

أَلاَ يا عاشِقَ الدُّنْيا الْمُعنَّى ... كأَنَّكَ قَدْ دُعيتَ إلى الرَّحيلِ

أَمَا تَنْفَكُّ مِنْ شَهَواتِ نَفْسٍ ... تَجورُ بِهِنِّ عَنْ قَصْدِ السَّبيلِ

لَئِنْ عُوفِيتَ مِنْ شَهَواتِ نَفْسٍ ... لَقَدْ عُوفِيتَ مِنْ شَرٍّ طَويلِ

وَلِلدُّنْيا دَوائِرُ دائِراتٌ ... لِتَذْهَبَ بِالْعَزيزِ وبالذَّليلِ

وَلِلدُّنْيا يَدٌ تَهَبُ الْمَنايا ... وتَسْتَلِبُ الْخَليلَ مِنَ الْخَليلِ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>